تحفيظ القرآن بالتراث التقوا برئيس شؤون الحرم

مقالات وأخبار أرشيفية

السديس: الكويت لها مكانه ولقيادتها وعلمائها وشعبها كل محبة وتقدير

3770 مشاهدات 0


* منظومة الخليج العريق منظومة متكاملة في المودة والإخاء والتعاون بل والاتحاد ، وتحقيق المصالح الإسلامية أولاً وكل النواحي الأمنية فيما يهم أمر الدين والدنيا .
* جمعية إحياء التراث الجمعية العريقة نعتز بها ، ونثمن جهودها في نشر العلم وخدمة الدعوة الإسلامية على منهج صحيح ولله الحمد والمنة .
* لجمعية إحياء التراث رؤية صائبة ووسطية واعتدال ومنهجية تحقق المصالح وترعى المقاصد ، فهي تسهم مع أخواتها الجهات الدعوية في نشر الخير في العالم .
* وصيتي لنفسي أولاً ولكم تقوى الله عز وجل والاهتمام بالمنهج السليم المبني على عقيدة صحيحة وسنة قويمة ولزوم منهج السلف الصالح رحمهم الله في كل الأمور .
* لا بد من الحرص على إعزاز النواحي الأمنية في المجتمعات ، وذلك في التعاون مع ولاة أمرها ، وحكوماتها في كل ما فيه الخير للبلاد والعباد .
* الخلافات والشقاق والنزاعات بين الرعاة والرعية وبين أبناء المجتمع سبب أثاراً خطيرة استغلت من قبل الأعداء في الوقيعة بين أبناء المسلمين ، وجرهم إلى الفرقة والخلاف .
* الفتن لا مخرج منها إلا الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتعاون مع ولاة الأمر وأهل العلم والدعوة .
* إن حصل هناك شيء من الاختلافات في وجهات النظر وفي الوسائل وفي فروع الشريعة فأمرها واسع بحمد الله ولا يؤثر على الأخوة الإسلامية والمحبة الإيمانية بين أبناء المسلمين .
* على الشباب منهج الاعتدال والوسطية في أمورهم ، فهو المخرج الصحيح من بين دعاة الغلو ، وأيضاً المخالفين في الجفاء والذوبان والانهزامية وانعدام الثوابت والأصول الإسلامية الصحيحة .
* احذروا الخلافات والتصنيفات ، والوقوع في أعراض الولاة والعلماء والدعاة ، واستثمروا أوقاتهم في خير ما يفيدكم في الإقبال على القرآن الكريم .
* العناية بالقرآن الكريم أهم ما يبني الشباب على المنهج الصحيح ، والذين لا يتربون على القرآن تجد أنهم يتخبطون في حياتهم منهجياً وفكرياً وعقدياً وثقافياً لأنهم لم يبنوا على أساس سليم .
* هناك دعاة فتنة يريدوا أن يشوشوا على شباب المسلمين في كثير من توجهاتهم ، لأن الشباب صيد ثمين لكثير من الأعداء الذين يتربصون بهم ، فليكن شبابنا على حذر وفطنة .
* إخواننا في الكويت وجمعية إحياء التراث الإسلامي نشهد الله على حبنا لهم ، وحب القائمين عليها والمنتسبين إليها .

نظمت اللجنة الرئيسة لمراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي رحلة لأداء مناسك العمرة لطلبة الحلقات ، حيث تضمنت الرحلة في برنامجها المعد مسبقاً أداء جميع الطلبة لمناسك العمرة ، وحفظهم طوال مدة الرحلة جزء ونصف من القرآن الكريم ، حيث تم الاتفاق مع مشايخ من مكة المكرمة لمتابعة ومراجعة الحفظ مع الطلبة .

وقد شمل توقيت التحفيظ على فترتين صباحية ومسائية لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الأوقات المباركة في رحاب مكة المكرمة .

هذا وقد رافق المعتمرين عدد من المشايخ وطلبة العلم ضمن برنامج توجيهي وإرشادي ، حيث تم تنظيم محاضرات للشيخ/رائد الحزيمي ، ومحاضرات للشيخ/ جاسم المسباح ، ومحاضرات للشيخ/ عبدالرحمن الحسينان ، وكانت المحاضرات جميعها عن القرآن الكريم وفضله وأحكامه ، وأفضل طرق الحفظ ، إلى غير ذلك من المواضيع الشرعية المهمة ، كما استفادت اللجنة المنظمة للرحلة من الأجواء الإيمانية الجميلة لتزين ذلك كله بحفل للمشاركين في هذه الرحلة ، وقد تم توزيع مكافآت وشهادات تقدير على الحفظة المتميزين منهم .

ولعل الحدث الأبرز هو زيارة معالي الشيخ/ د.عبدالرحمن السديس – الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، والذي رحب بالوفد والمشرفين عليه ، مبيناً لهم الخدمات التي تقدمها رئاسة شئون الحرمين الى رواد الحرمين وقاصديهما من خلال المشاريع التي تنفذ فيهما .

وفي كلمة ترحيبية له بالوفد الزائر قال الشيخ/ د. عبدالرحمن السديس : إنها فرصة مباركة ومناسبة سعيدة أن نلتقي في هذا اليوم الأغر بإخواننا وزملائنا من دولة الكويت الشقيقة التي نكن لها ولقيادتها ولعلمائها ودعاتها ولشعبها كل محبة وتقدير ، وهي صنو المملكة العربية السعودية وأختها ، ومنظومة هذا الخليج العريق منظومة متكاملة في المودة والإخاء والتعاون بل والاتحاد ، وتحقيق المصالح الإسلامية أولاً وكل النواحي الأمنية فيما يهم أمر الدين والدنيا .
ويزيد الأمر اهتماماً أن هذا اللقاء جاء في رحاب مكة المكرمة ، مهبط الوحي ومنبع الرسالة ،والبقعة التي يتجه إليها المسلمون في شتى أنحاء العالم ، وهذا يعطي دلالات في أهمية إذكاء الأخوة الإسلامية وعالمية الرسالة المحمدية والعقيدة الصحيحة والسنة القويمة ومنهج السلف الصالح الذي يجمع المسلمين ولله الحمد والمنة .

وأوضح السديس بأن الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ترحب بهذا الجمع الكريم ، وتكبر حرصهم على هذه الزيارة واللقاء بإخوانهم في الرئاسة ، وأئمة وخطباء المسجد الحرام ، فللكويت وأهلها ولجمعية إحياء التراث الجمعية العريقة التي نعتز بها كل المحبة ، ونثمن جهودها في نشر العلم وخدمة الدعوة الإسلامية على منهج صحيح ولله الحمد والمنة ، ورؤية صائبة ووسطية واعتدال ومنهجية تحقق المصالح وترعى المقاصد ، فهي تسهم مع أخواتها الجهات الدعوية في نشر الخير في العالم ، فنشكر القائمين على هذه الجمعية وعلى رأسهم أخونا طارق العيسى وزملائه ، وأيضاً القائمين على حلقات تحفيظ القرآن التابعة لهذه الجمعية ونحص منهم الأخ العزيز الشيخ/ جاسم المسباح وسائر الأخوة والأبناء الذين أتحفونا بهذه الزيارة .
وهناك أبيات جميلة دائماً نرددها لحبنا للكويت وأهلها :

حي الكويت ففيها الملتقى الرحب         والأهل والخلان والسادة النجب

فنحن حقيقة سعداء بهذه الزيارة , ونثمن للأخوة حرصهم على الزيارة رغم أن موسم العمرة والانشغالات تكثر على الإنسان ، ولكنها فرص مواتية لتجديد المحبة لكم في الله عز وجل ، وما يقتضيه الواجب الإسلامي في تذكير بعضنا بعضاً لاسيما في هذه الآونة التي يستهدف فيها أبناء المسلمين وأبناء الخليج بصفة خاصة ، فوصيتي لنفسي أولاً ولكم تقوى الله عز وجل والعناية بالبناء الصحيح بشخصية المسلم عن طريق العلم النافع والعمل الصالح ، وكذا الاهتمام بالمنهج السليم المبني على عقيدة

صحيحة وسنة قويمة ولزوم منهج السلف الصالح رحمهم الله في كل الأمور والحرص على إعزاز النواحي الأمنية في المجتمعات ، وذلك في التعاون مع ولاة أمرها ، وحكوماتها في كل ما فيه الخير للبلاد والعباد ، لأنكم تدركون أن الخلافات والشقاق والنزاعات بين الرعاة والرعية وبين أبناء المجتمع سبب أثاراً خطيرة استغلت من قبل الأعداء في الوقيعة بين أبناء المسلمين ، وجرهم إلى الفرقة والخلاف والفتن التي لا مخرج منها إلا الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتعاون مع ولاة الأمر وأهل العلم والدعوة ، وإن حصل هناك شيء من الاختلافات في وجهات النظر وفي الوسائل وفي فروع الشريعة فأمرها واسع بحمد الله ولا يؤثر على الأخوة الإسلامية والمحبة الإيمانية بين أبناء المسلمين .

تحدث بعد ذلك الشيخ السديس حول الوسطية في الدين ، مبيناً بأن لزوم الشباب منهج الاعتدال والوسطية في أمورهم كما شرع الله عز وجل في قوله سبحانه : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } هو المخرج الصحيح من بين دعاة الغلو ، وأيضاً المخالفين في الجفاء والذوبان والانهزامية وانعدام الثوابت والأصول الإسلامية الصحيحة .

كما أن عليكم استثمار فترة الشباب في الجدية والاجتهاد في لزوم العلماء والاستفادة منهم وفي الصدور عنهم في النوازل، وأيضاً في جمع الكلمة . فاحذروا الخلافات والتصنيفات ،والوقوع في أعراض الولاة والعلماء والدعاة ،واستثمروا أوقاتهم في خير ما يفيدكم في الإقبال على القرآن الكريم،وقد سرني حقيقة هذا الإقبال وهذه الرغبة وهذه الوجوه التي نضرها الله عز وجل بالعناية بكتابه،وهذا من حفظ الله لكتابه أن ييسر له في كل زمان ومكان من يقوم به ،فيحفظه في الصدور ،ويعنى به في السطور .

وأضاف السديس بأن العناية بالقرآن الكريم أهم ما يبني الشباب على المنهج الصحيح ، فلهذا الذين لا يتربون على القرآن تجد أنهم يتخبطون في حياتهم منهجياً وفكرياً ، وأحياناُ عقدياً وثقافياً لأنه لم يبنى على أساس سليم ، البناء الصحيح المنهجي في المسلم وطالب العلم أن يعنى أولاً بالقرآن الكريم في عشرة أمور : التصديق به والإيمان به أنه من عند الله عز وجل ، والإقبال على تلاوته والعناية بمعانيه ومفرداته ، والعناية بتفسيره ومناسبات الربط بين السور والآيات ، والعناية بتدبره ، والتخلق بأخلاقه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن ، وهذه كلمة جامعة ، فيحل حلاله ويحرم حرامه ، ويؤمن بمتشابهه ، ويعمل بمحكمه ، ويجعله إمامه في كل الأمر { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } .

كذلك العناية بتربية النفس عليه ، وتربية الأسرة ، وكل المجتمعات الإسلامية عليه ، وأيضاً الاستشفاء به من جميع الأمراض ، سواء أمراض القلوب ، أو أمراض الأبدان .

وتاسعاً : التحاكم والرجوع إليه في كل جليل ودقيق من الأمور { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } .

وأخيراً الحذر من هجره ، الهجر في تلاوته وفي تدبره وفي الاستشفاء به ، وفي التحاكم والرجوع إليه في كل أمر ، ومن العجب أن نرى بعض الناس يقرأ الجريدة والتويتر وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعي ، وقل من يضع لنفسه ويلزمها بورد من القرآن الكريم ، أو على الأقل يستثمر إتقانه في هذه الوسائل الاجتماعية في خدمة القرآن الكريم وفي نشر العلم النافع .
فالانهزامية وضياع الأوقات والانسياق وراء الشهوات والانخداع بالشبهات ، لأن هناك دعاة فتنة يريدوا أن يشوشوا على شباب المسلمين في كثير من توجهاتهم ، لأن الشباب صيد ثمين لكثير من الأعداء الذين يتربصون بهم ، فليكن شبابنا على حذر وفطنة وحرص تام على ما يحقق أمن المجتمعات وإعمارها ونمائها والجمع بين الأصالة والمعاصرة فيها في تحقيق التوازن والاعتدال والرؤى الصائبة في كل الأمور .

وأنا أحييكم ، وأشكركم بأن شرفتم الرئاسة في هذا اللقاء الماتع المهم ، ولن ننساها لإخواننا في الكويت ولجمعية إحياء التراث الإسلامي التي نشهد الله على حبنا لها ، وحب القائمين عليها والمنتسبين إليها ، وندعو لهم دائماً بالتوفيق ، ومزيد من السداد والتأييد ، إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

والجدير بالذكر أن هذه الرحلة هي رحلة العمرة الثانية في مسيرة اللجنة الرئيسية لمراكز تحفيظ القرآن الكريم ، وقد ساهمت عدة لجان في تنظيم هذه الرحلة ونجاحها ، حيث ساهم مركز التراث لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة العارضية بطاقم إداري ودعوي في هذه الرحلة .

وقد ضمت هذه الرحلة (45) طالباً من طلبة المرحلة الثانوية وطلبة الجامعة كلية الشريعة ، وذلك من مختلف محافظات الكويت ، ولكل محافظة مشرف تم التنسيق معه .

وكانت الرحلة مجانية لجميع الطلبة ، وشملت الإقامة المجانية والمواصلات والوجبات والرحلات الترفيهية ، بالإضافة لأنشطة رياضية في استراحة في مكة المكرمة تم حجزها لهذا الغرض .

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك