مشعل الفراج يكتب عن خلل أبناء الأسره

الخلل يا شيخ في بعض أبناء الأسرة إذا أردنا تشخيص الحالة السياسة وما تعانيه من احتقان فلابد أن يكون هذا التشخيص واقعيا وبعيدا عن المجاملات, فالتوتر بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية سببه وبشكل مباشر بعض أبناء الأسرة الذين يبحثون عن وجود لهم في الحكومة, فهم قادرون على تحريك بعض النواب بالريموت كنترول من خارج المجلس, إما لأنهم هم من دعم هؤلاء النواب بالمال, أو من دعمهم من خلال التسهيلات في مؤسسات الدولة. فما حدث في استجواب وزير الصحة الشيخ أحمدالعبدالله يكشف تماماً تدخلات هؤلاء الشيوخ الذين مع كل أسف غير مدركين للمسؤولية الوطنية, ولتأكيد ما نشير إليه لننظر إلى الأسماء التي وقعت طلب طرح الثقة في وزير الصحة, فبعض هذه الأسماء أجبن من أن تقوم بالتوقيع على طلب طرح الثقة بوزير من خارج أبناء الأسرة, فما بالكم إذا كان هذا الوزير من أبناء الأسرة, ومن ذرية مبارك تحديداً ?ولهذا أصبحت تدخلات هؤلاء مكشوفة وواضحة وما حدث في استجواب وزير النفط يؤكد هذا الكلام, والأخطر من هذا أن بعض الكتل في مجلس الأمة بدأت تستوعب الدرس, فأصبحت هي الأخرى تحاول أن تضغط في اتجاه مصالحها ضاربة مصلحة الوطن والمواطنين عرض الحائط, والا كيف نفسر موقف السلف بمساومة رئيس الوزراء إذا أردت وقوفنا مع وزير النفط فعليك بإخراج وزير العدل من الحكومة, وعندما رفض سمو رئيس مجلس الوزراء, أوعزوا لممثلهم في مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي بتقديم استقالته كورقة ضغط على رئيس الوزراء ليستجيب لمطالبهم, ولهذا أقول كان يجب على السلف أن يفرقوا بين الأمور حتى لا يظلموا الجراح, فإذا كان لديهم ملاحظات على أداء المعتوق كان الأجدر بهم أن يقدموا له استجوابا لتبيان تجاوزاته . ويبدو أن تدخلات بعض أبناء الأسرة لم تتوقف وها نحن الان نسمع عن استجواب سوف يقدم للنائب الأول وزير الداخلية والدفاع ولم نعرف أسباب الاستجواب وتداعياته وكل ما نعرف عن الشيخ جابر المبارك أنه رجل إصلاحي قام بخطوات جيدة لتطوير وزارتي الداخلية والدفاع, ويكفي الشيخ جابر المبارك أنه يحظى باحترام منتسبي الوزارتين حتى من أبسط الرتب العسكرية, وسوف نذكر في مقال قبل بعض هذه الخطوات الإصلاحية, كما احذر من ينوي تقديم هذا الاستجواب ويتصدر صفحات الجرائد من أن يقع في بحر يصعب عليه أن يخرج منه وعليه أن يفرق بين السياسة والخضرة واللبيب بالإشارة يفهم . إضاءة: لست ضد مساءلة الوزراء من أبناء الأسرة فهم كباقي الوزراء ولست ضد تفعيل الحق الدستوري لأي نائب باستخدام أداة الاستجواب, لكنني ضد كل من يحاول أن يخلق الأزمات وأن يجعل البلد »مكانك راوح« فلا تطوير ولا تنمية فما المانع أن نعطي حكومة الشيخ ناصر الفرصة التي طلبها صاحب السمو سنة واحدة ونقيمها بعد ذلك? والله من وراء القصد