هل اعتقل عزت الدوري؟

عربي و دولي

7817 مشاهدات 0


سويعات قليلة سبقت الإنتخابات المحلية الأخيرة إشتعل العراق خلالها و أنشغل برواية إلقاء القبض على نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو آخر القياديين البعثيين الكبار من قادة الصف الأول في الحزب و النظام الذي كان وهو عزة إبراهيم الدوري! وحيث حرك نوري المالكي آلته الأمنية من خلال وزارة الداخلية التي يسيطر الدعويون على مفاصلها لوجود وكيلها الأقدم و البقال الدانماركي القديم عدنان الأسدي في قيادتها ، وحيث أشيع إن الدوري قد أعتقل في الموصل بعد أن حوصر في قضاء الدور وتطارده فرقة عسكرية خاصة من ( جرذان الصحراء العراقيين )! ، وطبعا كان الخبر مجرد فرقعة إعلامية وعلى النمط الإستعراضي الأمريكي المبهر وحيث تحقق القوات الأمريكية الخاصة مفاجأتها في اللحظات الأخيرة التي تسبق الإنتخابات وتصرع مطلوبا للعدالة الأمريكية كما حصل مع ( بن لادن )! ينقلب بعدها مزاج الناخب الأمريكي و يصوت للإدارة الحاكمة!! وطبعا المزاج الشعبي العراقي بعيد كل البعد عن تبني هذا السيناريو في ظل الأوضاع العراقية المثيرة للرثاء و السخرية بآن! ، حزب الدعوة لم يحقق المطلوب ، ولم تتمكن قواته رغم مساعدات إطلاعات وفيلق القدس و جيش المهدي و جيش المختار و جيش العصائب و جيوش البطيخ الطائفية من إنجاز المطلوب ؟ و ظل عزة الدوري بمثابة الأرق و الورقة المخفية للحكومة العراقية ، وحولته الحكومة لأسطورة تتشابه لحد بعيد و أسطورة ( إبن السوداء عبد الله بن سبأ)! في عصر الفتنة الكبرى ؟، فحكومة العراق ما فتأت تدعي بأن الدوري متواجد في صنعاء يمضغ القات هناك!! ثم تنتشر دعاية حكومية أخرى تقول إنه شوهد يتمشى على كورنيش ( الدوحة ) قادما من ( سوق واجف )!!، بينما تؤكد دعاية أخرى بأنه في مدينة ( الرياض ) ولربما في مهرجان ( الجنادرية )!! ، بينما يظهر هو على الملأ باللباس العسكري القديم أيام ( الزيتوني ) يلقي خطابه وتقف خلفه مجموعة من ( كروش البعثيين السابقين ) تذكرنا بالذي مضى ؟.

وقصة ( هروب عزة الدوري ) تستحق أن تكون مادة لفيلم سينمائي من صنف أفلام الحركة ( الأكشن )! ولربما يحقق هذا الفيلم نجاحا بشرط أن يقوم ببطولته الجنرال هادي العامري قائد قوات بدر وهو يقود ماطور الحرس الثوري!! ، لا أدري حقيقة كيف يمكن لشخص مثل عزة الدوري معروف و مشخص وأوصافه معروفة فضلا عن الجائزة المالية الضخمة المرصودة لرأسه ( عشرة ملايين لحلوح أمريكي ) أن يتمكن من الهرب و التواري طيلة السنوات العشر المنصرمة وهو المغمور في زمن صدام ، بينما سقطت قيادات حزبية وعسكرية كان يشار لها بالبنان بسهولة في الإعتقال وبعضهم أعدم فيما البعض الآخر لا زال ينتظر؟

معلوماتنا المتواضعة و المستلة من قيادات بعثية عاملة في داخل العراق تؤكد بشكل قاطع بإن عزة الدوري متواجد على الدوام في العراق ولم يغادره إلا لفترة قصيرة لسوريا طرد بعدها من هناك وعاد في حماية جماعة جيش الطريقة النقشبندية الصوفية التي ينتسب لها وحيث يتحرك طوليا وعرضيا في مدن العراق و بتغطية من جهاز حزبي شاب وتتغطى عناصره بحماية و تسهيلات أحزاب السلطة الطائفية التي تمكنه من تجاوز حواجز التفتيش بسهولة ويسر ، فمن المعروف عن حزب البعث العراقي بأنه أنجح الأحزاب في العمل السري ، ولكنه أفشل الجميع في العمل العلني!! ، عزة الدوري وهذه معلومة مؤكدة و موثقة كان متواجدا في البصرة و تحديدا في احد بساتين ( أبي الخصيب ) في عمليات ( صولة الشجعان ) المالكية ضد الجماعات الطائفية المسلحة في البصرة في فبراير/ شباط 2008 ، وكان يتحرك بحرية بين الحواجز رغم حراجة الموقف !! أي أن هنالك شبكة نشيطة وعاملة من الكوادر البعثية السرية غير المعروفة تؤمن له التحرك و التواصل و إدامة النشاط ، حتى أنه بات يسجل الخطابات المتلفزة في المناسبات الوطنية ، ويرسل الرسائل الموجهة بنشاط ملفت للنظر فيما الحكومة عاجزة رغم كل الوسائل و المغريات عن الإيقاع به حتى لجأت للتوسل ( بفزاعة ) الدوري في حملتها الإنتخابية!! وهو تصرف يعبر عن بؤس قاتل  وفشل مقيم ، ومهزلة حقيقية لدولة يقودها أناس لايعرفون ( كوعهم من بوعهم )!!... و سيظل عزة الدوري وحش الشاشة العراقية ؟... ولكن من سيربح العشرة مليون لحلوح ؟... ذلك هو السؤال الحاسم..؟.

كتب: داوود البصري

تعليقات

اكتب تعليقك