نحتاج لقوانين صارمة للحفاظ على البيئة والتنمية بقلم محمد الخميس
الاقتصاد الآنإبريل 21, 2013, 4:06 م 950 مشاهدات 0
شهدت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع الفائت فعاليات المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية الخليجي الذي أقيم في فندق فورسيزونز في برج المملكة. وقد كانت المشاركة من المملكة قوية حيث شاركت وزارة الشؤون البلدية والقروية، وهيئة السياحة، ووزارة الصحة، ولكن المشاركة الوحيدة في المنتدى من الخليج كانت من الكويت في عرض تجربة للتطوع لمعالجة الكوارث، ومشاركة من الشارقة من الإمارات في المعرض.
وتعظم أهمية هذا المنتدى في أنه يتعامل مع مصطلحي البيئة والتنمية، حيث إن البيئة هي المكان الحاضن للحياة البشرية والفطرية، والتنمية ترمز لسبل مواصلة تطورها والمحافظة عليها والتي تعتبر تحديا كبيرا يتعارض مع كثير من رغبات المجتمع البشري الآنية ومستوى الرفاهية التي يتطلع إليها.
ومع أن كلمتي دولي وخليجي وردتا متعارضتين في اسم المنتدى إلا أن المنتدى لم يرق إلى الدولية أو حتى الخليجية فقد توقعت حضورا دوليا ومشاركة خليجية كاملة وفعاليات مشتركة بين كل دول الخليج، حيث كان الحدث لا يتداول إلا في الرياض وغاب عن بقية عواصم الدول الخليجية.
وربما أن مصطلح التنمية يعطينا فرصة لاقتراح أن يكون هذا المنتدى برعاية أمانة مجلس التعاون الخليجي وأن يقام بشكل رئيس في عاصمة إحدى الدول الخليجية بشكل متتابع وتقام فعاليات مصاحبة في جميع الدول الخليجية وذلك لأن دوره في التوعية يجب أن يكون الأسمى مع عرض للتجارب الناجحة في الدول الخليجية واقتراح لبرامج مشتركة لحماية البيئة وتنميتها وجعلها بيئة مناسبة للإنسان.
والكل يعلم أن البيئة والتنمية تحتاجان إلى سلوكيات وأساليب حياتية تنبع من جميع أفراد المجتمع ولن يتأتى ذلك دون برنامج مكثف للتوعية، فإذا تم رصد من عشرة إلى 12 مليار ريال لتعديل أنفاق مكة المكرمة للقضاء على مصادر التلوث فيها، فإن مشاريع التوعية بمثل هذه المصادر الملوثة للصحراء والبحار والمدن تحتاج إلى أضعاف هذا الرقم لكي نصل إلى مستوى مجتمع واع ومسؤول يحافظ على بيئته بشكل تلقائي وبمنهجية واحترافية.
ونحتاج لدعم مشروع التوعية إلى قوانين صارمة لحفظ البيئة تكون متماشية مع القوانين الدولية في مجال حماية البيئة. ويجب تحديد الجهة التشريعية التي ستستنبط مثل هذه القوانين، وتعيين جهة رسمية لتنفيذها، فلو أنه أوجدت قوانين ومواصفات خاصة بإنشاء الأنفاق على السبل والمواصفات البيئية الصحيحة لما احتجنا إلى إجراءات التعديل وبهذه التكاليف الباهظة، بل قد يتزامن إنشاء أنفاق جديدة بالمواصفات القديمة مع ما نقوم به من تعديلات على الأنفاق القديمة.
ولنا أن نكبر تجربة شركة بيئة في ما تقوم به من عمليات لتدوير النفايات في الشارقة في الإمارات ونتوق إلى مشاركتها في تدوير النفايات لدينا في المملكة، حيث إن عرض تجربتها في المعرض أكد على نجاح باهر ومستقبل تجاري كبير لعمليات تدوير النفايات والتي بدورها تساعد في حماية البيئة ونظافتها.
ومما لفت الانتباه في المعرض هو تكوينه لبانوراما من العارضين على جميع المستويات، حيث تجد الشركات الكبيرة العريقة كالشركة السعودية للكهرباء وغيرها من الشركات العريقة، وفي جوارها تجد شركات بادئة خصوصا في مجال الطاقة المتجددة وعلى الأخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهذه ميزة بدأت الظهور في هذا المعرض وتحتاج إلى تعميم على كل المعارض في الخليج وهذا هو ما يطور مثل هذه اللقاءات بين مختلف أطياف المجتمع الخليجي والذي نتمنى له المزيد من التعاون في سبيل الحفاظ على بيئتنا الغالية.
تعليقات