بين الأرض والقرض بقلم خالد السهيل
الاقتصاد الآنإبريل 20, 2013, 3:05 م 932 مشاهدات 0
أعرف كثيرين لم يفكروا في التقدم لطلب منحة أرض، ليس لأنهم في حالة ملاءة مالية تجعلهم قادرين على تملك أرض. لكنهم يرون أن الأفق مسدود، وطوابير الانتظار تمتد عشرات الأعوام. الحال نفسه ينطبق على قرض الإسكان إن توفرت الأرض. هذه مفارقة لافتة.
من يحتاج إلى الأرض، يتعفف عن التقدم لها لأنها لن تأتي بشكل سريع. ومن لا يحتاج، يمارس تحايلات عدة للحصول على منحة هنا وهناك بطرق مختلفة، باسمه وأسماء أفراد أسرته كافة.
قرار الملك - يحفظه الله - بخصوص نزع صلاحية المنح وقصرها على وزارة الإسكان مسألة مهمة جدا. الأهم أيضا، أن يتم غلق باب أي منح استثنائية من أي جهة أخرى.
ما لم يتم إغلاق منافذ المنح الأخرى، لن يحقق الأمر الملكي مفاعيله، ولن تتمكن وزارة الإسكان من أداء مهامها بالشكل المناسب.
أعرف صديقا ظل يطارد حلم المنحة سنوات طويلة، وانتظر القرض سنوات أخرى، وأضاف إليه كل ما جمعه في حياته. في وقت كان آخر يتباهى أنه حصل على أكثر من منحة في مسقط رأسه وفي مقر عمله الذي انتقل إليه.
قصة صاحبنا العصامي مع الأسف لم تنته نهاية سعيدة، إذ إنه بذل جهدا غير عادي في بناء منزل العمر الذي تهيأ له أخيرا. لكن الرجل فارق الدنيا قبل أن ينتقل إلى بيت العمر. هذا ليس فيلما هنديا، إنها قصة حقيقية عايشتها شخصيا.
في سنوات الطفرة الأولى، توافرت الأرض والقرض. كان من الممكن أن تكون الأمور أفضل، لو توافرت قرارات فاعلة تمنع المنح أكثر من مرة، وتمنع أيضا التصرف في العقار باعتباره للأسرة بكاملها، ولا يجوز لرب الأسرة أن يبيعه من أجل الدخول في سوق الأسهم أو سواه من المغامرات الفاشلة.
تعليقات