تضم أكثر من 45 موقعا أثريا
منوعاتجزيرة فيلكا مركز حضاري عالمي فريد
إبريل 20, 2013, 12:23 م 2085 مشاهدات 0
تعد جزيرة فيلكا مركزا تراثيا وحضاريا عالميا فريدا لما تحويه أرضها من مواقع أثرية تمثل حقبا تاريخية منذ نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد وكانت الجزيرة حلقة وصل ما بين الممرات التجارية والثقافية بين حضارات شمال الخليج العربي وجنوبه وتضم بين جنباتها 45 موقع أثريا.
وقال رئيس قسم المسح والتنقيب في إدارة الاثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب حامد المطيري في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان كل شبر من جزيرة فيلكا يحمل دليلا حضاريا فللجزيرة تاريخ طويل من الحضارات التي اندثرت وبقيت آثارها شواهد على تلك الحقب وتضم بين جنباتها مواقع أثرية تعود الى حضارات مختلفة تجعلها قبلة للباحثين عن أسرار التاريخ.
واوضح المطيري ان فيلكا تعد مركزا حضاريا لا يتكرر في أي مكان في العالم وكل شبر من جزيرة فيلكا يحمل دليلا حضاريا ولعل خير شاهد على ذلك أن التنقيبات الحديثة في شرق الجزيرة كشفت عن أفران كبيرة لم تكن ظاهرة على السطح من قبل.
واشار الى ان بعض المباني التي كشف عنها في شمال الجزيرة لم تظهر حتى بالمسح الجيوفيزيائي 'فالجزيرة ما زالت تخبئ لنا المزيد من الاكتشافات بعد اكتشاف المئات من المقابر الاثرية في الجزيرة ففي عام 1957 تم تخصيص فريق عمل للبحث والتحري عن الاثار المنتشرة في الجزيرة من اهمها آثار يونانية واغريقية وأختام تعود الى ما قبل 2500 سنة.
واضاف ان هناك كما كبيرا من شواهد لحضارات عريقة بدءا من حضارة دلمون التي امتدت على طول الساحل الشرقي للجزيرة العربية من فيلكا الى الحضارة المقدونية ولعل أقدم هذه الحضارات حضارة دلمون المؤرخة بأكثر من 4 آلاف عام من الآن وهي إحدى حضارات العصر البرونزي التي سادت في منطقة الخليج العربي.
وذكر انه لأهمية هذه الجزيرة أقيم فيها في تلك الفترة معبدان وقصر ومجمع سكني وميناء اضافة وجود حصن فريد في المنطقة من حيث التصميم المعماري ويعود تاريخ هذا الحصن إلى القرن الثالث قبل الميلاد وهو مدعم بأبراج ضخمة وله بوابتان ويضم بداخله بئر ماء ومعبدين ومنازل صغيرة مبينا ان هذا الحصن وغيره من المواقع المحيطة به شيدت في نهاية الألف الأول قبل الميلاد بهدف السيطرة على طريق تجارة البخور واللبان عبر الخليج العربي.
واضاف ان الجزيرة جذبت في القرنين السادس والسابع بعض الجاليات العربية التي تدين بالمسيحية فشيدوا في وسطها كنيستين لا تزال اطلالهما شاخصة رغم مرور أكثر من 1000 عام على هجرهما ويحيط بهما بعض المنازل والمزارع والاستراحات الصغيرة لسكانها الذين سرعان ما نمت قريتهم لتبلغ مساحتها 4كم2 واصبحت تطل على الساحل الشمالي والجنوبي للجزيرة ولذلك شيدوا ميناء في الجهة الشمالية.
واكد المطيري ان اهمية الجزيرة زادت في العصر الإسلامي فأنشئت على شواطئها الكثير من القرى الاسلامية ويلاحظ في هذه القرى أن لكل قرية ميناء يربطها بالعالم الخارجي مشيرا الى ان القطع الأثرية من هذه المواقع تكشف أدلة على مدى المستوى المعيشي الذي تنعم به سكانها فالمواد المستوردة كالبورسلان الصيني والأواني الفارسية والهندية اضافة إلى وجود تنوع للنقود في هذه القرى يؤكد وجود تجارة بعيدة المدى.
وافاد بأن التصميم المعماري للمنازل في هذه الفترة كان عربيا محليا فكل منزل من هذه المنازل له خصوصيته ولهذه المنازل أفنية داخلية وحجرات للنوم والاستراحة ومطابخ وحمامات وقد لقيت هذه المنازل عناية فائقة في ترميمها ونظافتها والاهتمام بمظهرها العالم وشيدت جميعها بالحجارة البحرية والطوب ومسحت جدرانها بالجص.
وقال ان من أهم الاكتشافات الحديثة في الجزيرة مسجدا شيد بالحجارة البحرية والطوب وهو أقدم مسجد يكشف عنه حتى الآن إضافة إلى اكتشاف قلعتين شيدتا بهدف المراقبة والاحتماء من الهجمات الخارجية.
واشار الى ان جزيرة فيلكا تعد من أهم الجزر الكويتية وتبلغ مساحتها 14 كم 5ر6 كم وهي من الجزر القليلة التي تتوافر فيها المياه العذبة فقد كانت مياه الأمطار والمياه الجوفية تشكل المورد الوحيد للمياه فيها.
واضاف المطيري انه منذ عصور قديمة كانت السفن ترسو في موانئها للاستراحة والتزود بالمياه والمؤن وقد أدرك سكانها هذه الأهمية فاستغلوها الاستغلال الأمثل مشيرا الى أرض الجزيرة الخصبة الصالحة للزراعة وكانت تزرع فيها أنواع من المحاصيل كالحنطة والشعير اضافة إلى النخيل والبصل والبطيخ والجزر والعدس وكانت الغزلان تتكاثر فيها والخيول والأبقار وتمر فيها الكثير من الطيور المهاجرة.
وذكر انه 'في تاريخنا المعاصر تبرز المواقع التراثية المعاصرة التي تزخر بها الجزيرة كاستراحة المغفور له الشيخ أحمد الجابر التي شيدت عام 1927 تقريبا فوق تل سعد حيث كان المغفور له يقضي بعض أيام العطلة الصيفية فيها في حين يقع على ساحلها الشرقي بيت المغفور له الشيخ عبدالله السالم الذي رممه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ويعد الآن معلما ومتحفا للزوار في الجزيرة اضافة الى بعض المساجد القديمة والأكشاك'.
واضاف انه في ظل التطور العمراني السريع أصبحت الحاجة ملحة الآن للمحافظة على البيئة الطبيعية للجزيرة ففي مواسم هجرة الطيور يكثر القناصة الذين يمارسون هواية الصيد بدون رادع رغم وجود لوحات وضعتها الهيئة العامة للبيئة تمنع الصيد الجائر كما أن رمي المخلفات والأنقاض من قبل الشركات شوه أجزاء من سواحلها.
تعليقات