وعي الشعب أصاب كبد الحقيقية.. مساعد الظفيري مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0


الكويتية

إنهم لايرون أبعد من أنوفهم

مساعد الظفيري

 

في الوقت الذي تخطط فيه الدول لبناء شراكة حقيقية مع كل أطياف المجتمع ومكوناته -وفي قلبها المعارضة- من أجل التعاون المثمر لتحقيق التنمية ودعم الاستقرار، نجد من يعمل لإقصاء الآخرين وإلغائهم، ليس سياسياً فحسب، وإنما مجتمعيا بدوافع عنصرية أو انتقامية، ونجد من يسعى بكل قوة لإخلاء الساحة لحفنة انتهازية سارقة حتى تتمكن مما بقي من المال العام، وتستحوذ عليه بكل «ميانة»! 
وتمثلت دعائم استراتيجية الإلغاء والإخلاء في تسليط بعض «السفهاء»، وإطلاق العنان لهم للسب والقذف واستخدام البذيء من الألفاظ والعبارات، والتحريض المستمر عبر وسائل «الإعلام الفاسد» الممول بالمال السياسي القذر، وتشويه صورة الرموز السياسيين من خلال اتهامهم بالعمل لأجندات خارجية والتمويل من دول شقيقة، وبث الشائعات وترويج الأكاذيب وغيرها من وسائل قذرة! فالذين يخططون ويدعمون وينفذون هذه الاستراتيجية المتهالكة لا يرون أبعد من أنوفهم، لأنهم كانوا يتصورون جهلاً أنهم بهذا المسلك وهذه الآليات غير الشريفة في الخصومة سوف يتحقق لهم هدف إقصاء المعارضة وإخلاء الساحة ليرتعوا في المال العام، وينهبوا مقدرات الدولة، ولكن من يخطط لهم انتهازي فاشل من الطراز الأول، لا يهمه نجاح أهدافه الشيطانية بقدر ما يهمه استمرار أجواء عدم الاستقرار وإثارة الأحقاد، وتعقيد الأوضاع حتى يضمن زيادة العوائد والهبات التي تصب عليه صباً!
واليوم.. لا يزال شياطين الإنس يستخدمون نفس النهج، وذات الاستراتيجية القائمة على فلسفة كل من لا يدين لنا بالسمع والطاعة والخضوع، ولا يغرف معنا من المال العام فهو ضدنا، وها هم يواصلون جهلهم ويعيشون أسرى للوهم الذي صنعوه، وهذه المرة يحاولون إقصاء المعارضة بالملاحقات القضائية والإفراط في استعراض واستخدام القوة، ويسعون لتقييد حرية الرأي والمبالغة في تغليظ العقوبات وتطويع القوانين وتفصيلها، كما في مشروع قانون «الإعلام الموحد» وغيره مما حوى جراب الحاوي وما ستسفر عنه الأيام القادمة!
ولكن أيضا، هل استفادوا من استراتيجية الوهم التي استهدفوا منها خلق عدو وهمي لهم وللشعب في محاولة لتضليل الرأي العام، وصرف الأنظار عن العدو والخطر الحقيقي الجاثم على صدورنا جميعاً؟!
 الجواب، لقد فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافهم، فلا الناس تعلقت بهم، ولا مجلس «الصوت الواحد « لبى طموحاتهم، ولا القضايا التي امتلأت بها ساحات المحاكم ضد رموز المعارضة وشباب الحراك والمغردين أسكتت صوتها أو خفضت من المطالب، بل سقف المعارضة كل يوم في ارتفاع مستمر! وعلاوة على هذا الفشل المزري في تحقيق أهدافهم الداخلية أحدثوا إضراراً بالغاً بالعلاقات الخارجية مع أقرب الدول المجاورة للكويت (قطر، السعودية) ومن قبلها البحرين، وفي الطريق مصر وتونس وليبيا، حيث اتهموا رموز المعارضة بالتمويل من دول شقيقة، والعمل لحساب أجندات خارجية، في حين أنهم يغضون الطرف عن العدو الحقيقي والخطر الإيراني الذي يعلمون علم اليقين أهدافه وأخطاره ومن يعملون لصالحه!
إنهم لا يرون أبعد من أنوفهم، فاستراتيجية الوهم حين يستخدمها الجهلاء تنطوي على خطورة بالغة، لأنها مثل سلوك الأطفال حين يلعبون بألعاب خطرة قد يكون فيها هلاكهم، مثل الطفل الذي يجهل حقيقة النار ويلمسها فتحرق يده فيصرخ من شدة الألم بعد أن ظن أنه كان يلهو ويستمتع، أو كالطفل حين يضع يده في مصدر كهربائي بهدف الاستكشاف، وياله من استكشاف!
يا سادة.. كفوا عن الوهم الذي صنعتموه، فوعي الشعب أصاب كبد الحقيقية، ولا تلعبوا بالنار مثل الأطفال فتحرقكم، فما تفعلونه الآن أصبح يقلب ضحكاتكم واستهتاركم إلى بكاء، وتفهموا طبيعة السياسة، ولا تقفوا حجر عثرة في وجه الإصلاح، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن تعاملوا معها برفق واستثمروها لصالحكم وصالح الجميع، فالكويت أبقى وفوق الجميع.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك