الجنجفة وجمهور البرتقالي

زاوية الكتاب

فواز البحر يكتب عن الإنسياق القبلي والفئوي والطائفي بالحراك

كتب فواز البحر 3321 مشاهدات 0

فواز البحر

وصف مؤرخ العلوم توماس كوهن تجربه أجراها اختصاصيان في علم النفس أواخر الأربعينات من القرن العشرين ، والتجربة كانت مثيره وغريبة في نتائجها .

تضمنت التجربه على خدعة بصرية وذهنية، فوزع بعض الأوراق (الجنجفه) وكانت مزيفه مثل (بنت الديمند) كان لونه أسود (باش الكلفس كان لونه أحمر) على خلاف حقيقة ألوانها .
المهم قامو بعرض الأوراق على مجموعه من المتطوعين ..بسرعه عاليه، ولم يدركوا الفرق بل أقروا فيها ولم يتبينوا أن الأوراق مزيفة !
الا انه مع التباطؤ التدريجي لعمليه العرض وتوزيع الأوراق ..ادركوا اختلاف الألوان، وكلما تباطأت عملية التوزيع أو عرض الاوراق يتسع الوعي عند المشاهدين بأنه (الجنجفه) كانت مزورة وأنهم تعرضوا لعمليه وهم وخداع !

الجميل من هذه القصه، بأنه اذا تم إسقاطها على المشهد الحالي سوف نكتشف الكثير .. كم من أشخاص انصدمنا فيهم حين تباطأنا في النظر إلى مواقفهم ؟
وكم قضية تم تضخيمها ، وبعد فترة وحينما تباطأ نظرنا إليها أدركنا بعد فتره بأنها جانبية وغير ذات أهمية !
وكم من قضية انسقنا وراؤها في بدايتها، وحينما تباطأنا نظرنا إليها وجدنا ان انسياقنا لها كان متسرعاً وفئوياً أو طائفياً أو قبلياً ؟
لنبطىء نظرتنا للصور والمشاهد السياسية التي من حولنا حتى تكون نظرتنا للأشياء ثاقبة وليست متعجلة ، فتضيع رؤانا، وان ضاعت رؤانا فإن الضياع كله سيحل علينا في كل احوالنا .
لكن حقيقة أنا على يقين بان جمهور ' البرتقالي ' اصبح يشاهد (الجنجفه) بشكل أفضل.

رأي - فواز البحر

تعليقات

اكتب تعليقك