عماد الدين أديب يكتب .. الدعم القطرى لمصر!

الاقتصاد الآن

2734 مشاهدات 0

عماد الدين اديب

لا أعتقد أنه لا بد من التخوف من الدعم المالى القطرى الأخير لمصر.

البعض يرى أن وصول المساعدات القطرية بأشكالها المختلفة إلى 8 مليارات من الدولارات يشكل خطراً على سلامة القرار السياسى المصرى.

وهؤلاء يرون أن هذا الوضع المالى يجعل من «قطر» اللاعب المالى الأول فى الأسواق المصرية فى زمن أزمة اقتصادية غير مسبوقة فى تاريخ الاقتصاد الوطنى للبلاد.

ويمكن إبداء وجهة النظر المضادة لهذه المخاوف على النحو التالى:

أولاً: إن الذى يستثمر فى مصر الآن، وفى ظل حكومة غير مستقرة، ووضع أمنى خطر وخروج شبه كامل للاستثمارات المحلية والدولية الجديدة، ليس صاحب اليد العليا، بل هو الطرف المقامر باستثماراته وهو الذى يجلس فى مقعد الطرف الأضعف.

هذا المنطق من منظور لغة البزنس المحضة.

ثانياً: إن قطر كان يمكن لها أن تقف عند رقم مليار أو ثلاثة مليارات على حد أقصى وتكون بذلك كما يقول المثل الشعبى المصرى: «عداها العيب» ولكن ولى العهد القطرى، الشيخ «تميم» قرر بشجاعة وفروسية أثناء زيارة رئيس الحكومة المصرية أن يقدم دعماً إضافياً لمصر من أجل «الحفاظ على سلامة واستقرار مصر».

ثالثاً: إن الدعم القطرى لمصر يتعدى الدعم المالى، بل يدخل فيه توفير احتياجات مصر من الغاز وهى مسألة كان من الممكن أن تصيب الاقتصاد المصرى بالشلل الكامل خلال شهور الصيف المقبلة، حيث كان يتوقع أن تحدث أزمة طاقة رهيبة كان من الممكن أن تسبب خللاً شديداً فى الاستقرار.

رابعاً: إن العبرة ليست فيمن يقدم المساعدات وشروطه بقدر ما هى مسئولية الطرف المصرى الذى يقع على عاتقه الحفاظ على سلامة القرار الوطنى من أى تدخل كائناً من كان.

وقد أعلن رئيس الوزراء القطرى بشكل واضح أن المساعدات القطرية ليست مشروطة ولا توجد أى أجندة فوق الطاولة أو تحت الطاولة.

أى إنسان، وأى هيئة، وأى دولة تدعم مصر فى هذا الوقت العصيب والدقيق يجب أن نحملها على رؤوسنا دون عقد أو مخاوف.

ولمن لا يعرف، أنا آخر شخص يمكن اعتباره من الموالين للسياسة القطرية، لكنها كلمة حق.

الآن - الوطن المصرية

تعليقات

اكتب تعليقك