سامي الخرافي يدعو إلى التلاحم والترابط لدرء شر الفتنة
زاوية الكتابكتب إبريل 12, 2013, 11:54 م 864 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / شر الفتنة
سامي الخرافي
يحكى أن 4 أصدقاء كانوا في قرية صغيرة يعيشون مع بعضهم في حب وود، ويتعاونون في كل شيء، ويحترمون رأي كل فرد في هذا المجتمع الصغير ومعتقده، ولا يتدخلون في ثوابت عقيدة كل من يسكن هذه القرية الهادئة، وكانوا جميعا يجتمعون كل يوم في بيت واحد منهم ويتحدثون عن مشاكل قريتهم ويبحثون عن أفضل السبل لحلها وتحسين حياتهم، فيتشاورون فيما بينهم لأنهم ولدوا وترعرعوا في هذه القرية المسالمة، وقد اتفقوا ذات يوم على الذهاب إلى المدينة لشراء احتياجات قريتهم، في حين كانت هناك مجموعة من الأشرار تتربص بهم وتحسد هؤلاء الأصدقاء على ترابطهم وتلاحمهم وعلى العلاقة الحميمة التي تربط بين أفراد هذه القرية، وبعد أن عرف هؤلاء الأشرار ان غياب الأصدقاء عن القرية سيطول اجتمعوا واتفقوا على أن يعملوا بسرعة على تقسيم وتفتيت هذا التلاحم بشتى الوسائل، فقال أحدهم: نشن حربا عليهم نبيدهم شر إبادة لأننا أكثر منهم عددا وأقوى، وقال كبيرهم: ستشن القرى الأخرى حربا علينا لنصرتهم، ثم قال آخر: نقتل شبابهم بالمخدرات ونفتن أولادهم بكل ما يمكن لنجعلهم عبيدا لها، فأجابه آخر، وهو أخبثهم: إنهم مؤمنون أشد الإيمان، ومن الصعب أن نفعل ذلك بهم، ولذلك نعمل على إثارة الفتنة بينهم.
أعجبت الفكرة زعيمهم فقال لصاحب الفكرة الخبيثة: اشرح لي كيف يتم ذلك، فأجاب: كما تلاحظ يا زعيم أن الأصدقاء الأربعة هم سبب تلاحم الشعب وترابطه، وهم الآن خارج قريتهم، وكما تعلم فكل واحد منهم ينتمي إلى مذهب أو قبيلة تختلف عن الآخر، ونستطيع أن نجعل من هذا الأمر فتنة بينهم وطريقا لتمزيق هذا المجتمع دون إراقة دماء أو خسائر من قبلنا، ونستطيع أيضا أن نبعث إليهم عملاءنا ليبثوا سموم الفتنة وسترى النتائج.
وبدأت طلائع الفتنة من خلال مناداة الجميع بتقسيم المجتمع إلى فئات وطبقات، ثم بدأت مرحلة أخرى من الصراع الطائفي، وعندما علم الأصدقاء بما جرى في قريتهم رجعوا بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فاتفقوا على شيء مهم جدا، وهو عدم إشعار الأشرار بالغضب والحزن لأن هذا ما يريدونه دائما، ولكي لا تتحقق أمنيتهم في تعكير حياة أهل القرية، وما كان من الأشرار وأصحاب الفتنة إلا أن هربوا من القرية لعلمهم أن هؤلاء الأصدقاء الأقوياء سيعيدون القطار إلى السكة مرة أخرى، فاجتمع كل واحد من الأصدقاء الأربعة مع مجموعته، وأصدروا وثيقة مشتركة وقع عليها جميع سكان القرية تنص على «أن كل من يعمل على إثارة الفتنة أو تقسيم المجتمع تحت أي مسمى في المستقبل سيتم طرده من القرية ويفضح أمره أمام القرى الأخرى، لان الخاسر الحقيقي في ذلك هي القرية لأنها دائمة أما سكانها فإنهم زائلون.
من هنا يجدر بنا أن نتعلم درسا في غاية الأهمية وهو ألا نجزع في الشدة لأنها تقوي قلوب المؤمنين ومحبي الخير، وتذيقنا طعم العافية، وتشد من أزرنا، وترفع شأننا، وتقوي ترابطنا وتلاحمنا إذا أحسنا التصرف والتعامل بحكمة، واللبيب بالإشارة يفهم.
لعن الله من أيقظ الفتنة، ولنحرص على تلاحمنا وترابطنا وتماسكنا وتسامحنا الذي نشأنا وتربينا عليه منذ عهد الآباء والأجداد، فهل نسارع إلى ذلك؟
تعليقات