عن الغزو العثماني لباكستان!.. يكتب خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 915 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  الغزو العثماني لباكستان

خليل علي حيدر

 

لا أعرف حجم الاستثمار المالي في المسلسلات التركية والمبالغ المرصودة من قبل شركات الإنتاج التركية، وفيما إذا كانت الأعمال الدرامية هناك، كما في العالم العربي، مدعومة في بعض الأحيان من قبل وزارة الثقافة والإعلام، أو ما يماثلها! ولكن الكل يشهد للمسلسلات التركية بالنجاح، ويراها تكتسح بسهولة العديد من الأسواق في العالمين العربي والإسلامي بل وخارجهما.
من أفضل قصص نجاح هذه المسلسلات ما حدث في باكستان مثلاً، إذ «أصبحت المسلسلات التركية تحدياً كبيراَ أمام صناعة الترفيه المحلية عام 2012، وبدأت القنوات التلفزيونية الترفيهية عرض مسلسلات تركية في أوقات يوجد فيها أكبر عدد من المشاهدين، وحققت بعض هذه المسلسلات نجاحاً في المجتمع الباكستاني بعد وقت قصير من عرضها، واجتاحت بالتالي الإعلام الباكستاني بتغطيات موسعة، بل وأزاحت المسلسلات الباكستانية المليئة بالنجوم وحلت محلها». [الشرق الأوسط، 2013/1/17].
والسؤال الذي يثار حوله جدل ساخن في باكستان، يقول «عمر فاروق» في تقريره المنشور، «لماذا يفضل المشاهد الباكستاني الدراما التركية على الدراما الباكستانية؟».
الاكتساح التركي بالغ التأثير من الناحية الفنية والتجارية. فقد «أدت الشعبية الكبيرة غير المتوقعة للمسلسلات التركية المدبلجة إلى ثورة في التلفزيون الباكستاني، يرى الكثير من الممثلين المحليين أنها قد تؤدي إلى موت الدراما المحلية، وخرج الممثلون إلى الشوارع مطالبين بحماية الحكومة ومنع هذه المسلسلات المدبلجة، وتشبه ما ساقوه من حجج، تلك الحجج التي انتشرت عندما حققت المسلسلات الهندية نجاحاً كبيراً في باكستان، وتم حظر قنوات هندية مثل «ستار بلس».
رابطة منتجي المسلسلات الباكستانية عقدت في يناير الماضي مؤتمراً طالبت خلاله الحكومة بحظر عرض المسلسلات التركية متهمة إياها بأنها «تقدم للجمهور الباكستاني محتوى غير مقبول أخلاقياً».
واتهت الرابطة خلال المؤتمر الصحافي قوانين الرقابة الحكومية بالازدواجية، «حيث تسمح بعرض اشياء في المسلسلات الاجنبية، بينما تمنع عرضها في المسلسلات المحلية، على سبيل المثال، يقول البعض انه غير مسموح بظهور المشروبات الكحولية في المسلسلات الباكستانية، ومع ذلك ظهرت سيدات يتناولن المشروبات الكحولية وهن متكئات في حوض استحمام خلال احداث المسلسل التركي العشق الممنوع».
النقاد الدراميون يردون على منتجي المسلسلات الباكستانية بالقول: «ماذا ستقول الرابطة عندما تجد نفسها أمام منافسة من مصر او المغرب او تونس او كازاخستان؟ ويجب ان تدرك ان المشاهد الباكستاني تذوق طعم المحتوى الاجنبي وأحبه ويريد المزيد منه. كل هذا يعني ان على الرابطة بذل المزيد من الجهد. انهم بحاجة الى التعاقد مع وجوه جديدة قادرة على المنافسة وتقديم حبكات درامية جديدة افضل».
ويضيف عمر فاروق ان بعض النقاد الفنيين يرون ان على صناعة الدراما الباكستانية التعلم من الفشل الذي منيت به صناعة السينما الباكستانية، حيث لم تستطع الصمود امام صناعة الافلام الهندية» المسلسلات التركية تحقق منذ سنوات نجاحات متوالية على الشاشات العربية كذلك. الفنانة المصرية «هالة صدقي» تقول عن الدراما المصرية: «راحت عليها خلاص.. فهناك غزو تركي بالمسلسلات التي تملأ القنوات الفضائية باللهجة السورية. مع بداية انتشارها كنت اقول انها سياسة غير مفهومة لكني اليوم اوكد انها محاولة لطمس الهوية المصرية». [الشرق الاوسط 2013/2/25].
الدراما التركية وصلت الى اسواق الدول الاسكندنافية. ففي خطوة تعد سابقة ، اشترى التلفزيون السويدي حقوق عرض المسلسل التركي «كذبة»، لتكون السويد اولى دول الشمال التي تعرض على جمهورها مسلسلاً تركي الانتاج.
واضافت «الحياة» 2013/2/17، ان مدير المشتريات السويدي وصف المسلسل بانه «ممتع وقد يكون بين اقوى المسلسلات الدرامية التركية التي انتجت اخيرا، علما ان اكثر من ثلاثين دولة تحمست لشرائه قبلنا، مثل اليونان وكازاخستان وفيتنام».
لماذا لا يبرز الفيلم التركي كذلك.. بروز السينما الايرانية؟! ولماذا لا تحقق المسلسلات التلفزيونية الايرانية نفس النجاح التركي؟ هذه بعض تعقيدات الفن والسياسة.. في الشرق الأوسط!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك