فلاح الحشاش يكتب: هكذا خلقنا الله.. وهكذا نحن!
زاوية الكتابكتب إبريل 12, 2013, منتصف الليل 740 مشاهدات 0
عالم اليوم
همهمة / هكذا نحن!
فلاح الحشاش
النفس البشرية خُلقت غير محايدة، أبداً، بل الله سبحانه خلق الإنسان بمشاعر متناقضة، الحب والكره، الإعجاب والنفور، و..و..و، وخلق الله للإنسان عقلاً يُميِّزُ فيه الحق عن الباطل، في كل شؤون دنياه، ولا يمكن لأيِّ بشريٍّ أن ينسلخ من بشريته التي أوجدها الله سبحانه، حتى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم أفضل الخلق، لم يتجرَّدوا من بشريتهم، إلا ما كان فيه وحياً يوحى به إليهم، وغير ذلك هم بشرٌ مثلنا.
يقول الحق تبارك وتعالى مخاطباً نبينا الأكرم عليه الصلاة والسلام: «قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يُوحى إليَّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحدٌ). والنبي عليه الصلاة والسلام كان كثيراً ما يفصل بين النبوة، وبين الرجل الزوج في بيته، ولم يكن يخفي مشاعره، فأحبَّ الصديقة عائشة وفضَّلها على باقي نسائه، رضي الله عنهن.
وكذلك عندما أراد عليه الصلاة والسلام أن يسرِّح بإحسانٍ زوجه الأولى بعد وفاة السيدة خديجة، سودة بنت زمعة، رضي الله عنهن، إذ لم يكنُّ لها الحب، وهي السيدة المسنّة ذات الستة أبناء، فقالت له دعني يا رسول الله، فأحب أن يبعثني الله وأنا زوجك، فلم يطلقها عليه السلام، وتنازلت بيومها لعائشة كي لا تثقل على زوجها وهي تعرف مشاعره تجاه زوجه الجديدة الحبيبة الشابة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، ومشاعره تجاهها.
يجب القول أن حب النبي عليه الصلاة والسلام لبعض زوجاته أكثر من الأخريات لا يعني أنه لم يكن عادلاً بينهن، بل هو أعدل من وطأت قدمه الأرض، ولا ريب في ذلك ولا شك، والقصد تبيان أن البشر لم يُخلقوا متجرّدين من المشاعر.
إذاً، النفس البشرية لا يمكن أن تكون محايدة، أو متجردة في كل شيء، حتى وإن حاول الإنسان التظاهر بذلك، وفي كل شأنٍ من شؤون حياة ابن آدم، هكذا خلقنا الله.. وهكذا نحن!
تعليقات