الأجدر بالقوى السياسية أن توحد صفوفها وقوتها.. الرويحل ناصحاً

عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  الوطن أهم من  الانتخابات!!

محمد الرويحل

 

يتابع الكويتيون وبكثير من القلق حالة الانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد جراء الأحداث الأخيرة، وأمام هذا الواقع الحرج وتداركا لأي منزلقات خطيرة مقبلة تنذر بما لا تحمد عقباه، تبرز ضرورة الاحتكام إلى العقل والحكمة للخروج من هذه الأزمة التي يبدو أنها تتسع دائرتها لتشمل كتلة الأغلبية والتي عقد الشعب عليها آمالهم وطموحاتهم.

لقد كان الخلاف بين السلطة والمعارضة وبين الإصلاح والفساد وبين الدستور والتفرد فأصبح الخلاف اليوم بين الكتل والتيارات السياسية والتي سبق أن انتقدت عملها وطريقة تعاطيها مع الأزمة الحالية ووصفتها بالتيارات الانتخابية لا التيارات السياسية.

لذلك فالقضية اليوم ليست قضية انتخابات ومنافسة انتخابية بل القضية اليوم قضية وطنية ومستقبل أمة ولا يمكن إخراج الوطن من أزمته وفقا للعمل الحالي الذي يغلب عليه العمل الانتخابي ومراعاته في القرارات المصيرية التي تهم الوطن والمواطنين الأمر الذي يجب عدم الاغفال عن القضية الحقيقية والصراع حول هوامشها فالمتربصون بالوطن من قوى الفساد ينتظرون تفرق التيارات السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع ليحققوا أجندتهم.

ويبدو أن التيارات السياسية والقوى الفاعلة تمر بمرحلة المراهقة السياسية والتي تتضح من خلال إبراز كل منها عضلاته ومدى قوته وتأثيره بالشارع من خلال تصريحات عبثية وقرارات غير منطقية دون حلول واضحة المعالم والتطبيق، أضف إلى ذلك حالات الانشقاق والاختلاف التي بدت تطفو على الساحة الأمر الذي يجعل دائرة الأزمة تتسع وتتفاقم وستغرق الوطن في وحل هذه الخلافات التي أقرب وصف لها بأنها خلافات انتخابية لا علاقة لها بالقضية المصيرية التي وقف خلفها غالبية الشعب.

يعني بالعربي المشرمح حالة المراهقة السياسية والصراع الانتخابي التي تمر بها التيارات السياسية ستغرق الوطن في مستنقع الصراعات والانشقاقات غير المجدية وستتيح لقوى الفساد أن تتمكن من مفاصل الدولة بطريقة سهلة والأجدر بالقوى السياسية أن توحد صفوفها وقوتها، حتى يكونوا فاعلين بقوة في الحياة السياسية، ويفرزوا لنا برامج سياسية وحلولا ناجعة تخرجنا لبر الأمان، وتنجي الوطن من ظلمات الصراع الانتخابي لنعود إلى حربنا مع الفساد بقوة وثبات بدلا من الصراع فيما بيننا.