دور الوحدة الوطنية مكمل للوحدة الإسلامية.. هذا ما يراه خالد طعمة
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2013, 1:04 ص 1408 مشاهدات 0
الراي
الكلام المقتضب / عن الوحدتين.. تعارض أم تلازم
خالد طعمة
كَثرَ الحديث خلال الأسبوعين المنصرمين عن تعارض مفهوم الوحدة الوطنية مع مفهوم الوحدة الإسلامية ولا ضير من إثارة مثل هذا السؤال لكونه مفيداً جداً لنا للتعاطي مع واقعنا الحالي وللوصول إلى نتائج إيجابية مستقبلاً.
مع تزايد الأخطار والأزمات داخل الدول الإسلامية فإن نوعية الوقود المستخدم في إشعالها كان بالاستعانة بالخطابات الهدامة لمفهوم الوحدة الوطنية والإسلامية في آنٍ واحد، لكون الحرب التي استهدفت مكونات تلك المجتمعات الدينية والعرقية موجهة لأجل نيل ذات النتائج ألا وهي تفكيك الوحدة الوطنية المرسومة حدودياً وفي الوقت نفسه الوحدة الإسلامية المرسومة شرعاً، لذلك فإن الضربة على مفهوم الوحدة الوطنية هي ذاتها الموجهة على مفهوم الوحدة الإسلامية، ومن يعتقد بأن هناك تعارضا وإنعداما لفكرة التلازم يكون مخطئاً لسبب يعود إلى أن أسس ودعائم مفهوم الوحدة الوطنية قد بنيت على أسس ودعائم الإسلام النقي والصافي الذي لاينادي إلا للجمع وينبذ التفرق والتقطع بين أبناء الأرض وفي ديننا الكثير من الأمثلة الدالة على أن الإسلام يحارب خطاب الكراهية والتعالي مع إنكار الآخر، حب الوطن أمر مارسه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده رضوان الله عليهم أجمعين، وكان حبهم لأوطانهم موجوداً ولم يتعارض مع عقيدتهم ودينهم أبداً، في العام الماضي قمت بتأليف كتاب الوحدة الوطنية الكويتية كما نشرت عدداً من المقالات وبررت أن وجود مثل هذا القانون يمثل حمايةً للكويت من الأخطار المحدقة بها، وحتى لا يكون مصير هذه الأرض مماثلاً لدول عديدة بالمنطقة جاء مرسوم الضرورة الخاص بحماية الوحدة الوطنية الكويتية، ولأن قواعد قانون الجزاء تستوجب النص على وجود تشريع يجرم فعلاً معيناً فإن الوجود كان ضرورةً، وبالتالي فإن الوحدة التي شرعت لن يكون لها دور الهدم لمفهوم الوحدة الإسلامية بل المعزز والمذكر فيه، كما أن الكويت كرمت مفهوم الوحدة الاسلامية في العديد من مواقفها، وبالتالي فإن دور الوحدة الوطنية مكمل للوحدة الإسلامية، وينبغي أن تكون حماستنا على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض التشريعات المحلية بدلاً من الابتعاد والذهاب إلى الأصعب. والله سبحانه وتعالى المستعان.
تعليقات