جنوب اليمن يحتاج قيادات شبابية جديدة.. هكذا يعتقد حسين كرم

زاوية الكتاب

كتب 1146 مشاهدات 0


الوطن

الجنوب هو الجنوب

حسين علي كرم

 

من خلال المتابعة البعيدة لأعمال مؤتمر الحوار الوطني اليمني استطيع القول «كمراقب» لا يوجد في افق المؤتمر ما يدل على حل يتناغم ومطالب أبناء الجنوب..!!
ذلك ان كل الحلول التي تتداول سواء عبر مؤتمر الحوار او خارجه. اذا كان يخدم الجنوب لكن ليس خارج اطار دولة الوحدة. بمعنى استقلال الجنوب مسألة غير موجودة في اذهان المؤتمرين..!!
ولعل أي حل في تصوري حتى وان كان مغريا او سخيا ومقبولا من الساسة الجنوبيين اذا لم يقبله الشارع الجنوبي. فلن يصمد. بل هو ساقط قبل ان يجف عنه الحبر.
هناك واقع جديد اخذ يفرض نفسه على الشارع الجنوبي وهو تنامي قوة الشارع الذي بات يملك القرار مقابل تراجع او ضعف او تواضع وضبابية دور ومواقف القيادات التقليدية التاريخية. سيما ان معظم هؤلاء مقيمون في الملاجئ خارج البلاد يحملون جوازات او هويات تابعة للدول التي يقيمون فيها. ما يجعلهم ان يتقيدوا بآداب الضيافة وعدم التداخل مع سياسات الدولة المضيفة.
ما يحتاجه الجنوب في المرحلة الراهنة والقادمة هو ولادة قيادات جديدة. قيادات شبابية تتعاطى مع الأوضاع بروح شبابية وبعقلية شبابية ولم تلطخ أيديها بأخطاء الماضي. وأغلب الظن أن تلك القيادات الشبابية موجودة لكن لم تأخذ دورها، هؤلاء الشباب الذين يحركون الشارع ويقودون المسيرات والمظاهرات هؤلاء هم الطاقة الكامنة التي تنتظر الدور لتحمل راية الاستقلال.
ولعل اختزال القضية الجنوبية بالمعاشات التقاعدية أو بإعادة المسرحين إلى وظائفهم في السلكين العسكري أو المدني أو صرف تعويض لأهالي الشهداء والجرحى وغير ذلك من الأمور المادية هو تهميش متعمد وتبسيط لمسألة أكبر من المسائل المادية تلك مسألة وطن مفقود وهوية غائبة.
من الخطأ أن يتجاهل المؤتمرون مطالبات شباب الحراك فهؤلاء الشباب هم القوة المحركة والدافعة على الأرض ويجدر بالمؤتمرين احترام آراء هؤلاء الشباب حتى وإن كانت آراؤهم متناقضة أو متقاطعة مع مواقف وآراء الأغلبية.
كذلك من الخطأ القفز على الواقع الجنوبي أو تجاهل إرادة الأغلبية الجنوبية المهمشة أو المنطوية في الحراك كإعادة رسم الخريطة السياسية للدولة اليمنية وتقسيم البلاد إلى أقاليم أو محافظات مع صلاحيات الحكم الذاتي.
فماذا يجني الجنوبيون الذين يبحثون عن وطنهم المفقود وهويتهم الضائعة من التقسيمات السياسية المقترحة؟!.
فهل هذا تعويض عن حرب (94) أو تعويض عن آلاف الشهداء والجرحى أم تعويض عن معاملة الجنوبيين كمواطنين من الدرجة الثانية..؟!!
الشيء المؤكد أن الجنوب سيبقى جرحاً ينزف وشارعاً لن يهدأ ما دام هناك شعب مؤمن بقضيته..
ويبقى السؤال الأخير.. هل يصل مؤتمر الحوار إلى محطته الأخيرة أم يتعرقل في منتصف الطريق..؟!!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك