مشكلة تلوث الماء

أن الماء هو عصب الحياة ولا تستطيع الكائنات الحية أن تعيش من دون ماء فهو أساس استمرارية الحياة , وأن من أهم المصادر التي نستمد منها المياه لغرضنا المعيشي هي موارد البحار والأنهار والآبار ولله الحمد الذي سخر لنا هذه النعم ,ولكي نحمد الله على هذه النعم يجب علينا ان نحسن استخدامنا وان نحافظ عليها كما وما بداخلها من كائنات حية كالأسماك والشعاب المرجانية التي نستمد غذائنا منها , ولكي نحافظ على مصادر المياه وما بداخلها من كائنات حية يجب علينا أولا أن نلفت النظر على العوامل الخطيرة التي تساعد على تلوث الماء وفي مقدمتها وكما نعرف نحن العرب ما يسببه النفط من تلوث للمياه وذلك من خلال عبور ناقلات النفط على المسطحات المائية لكي تنقل النفط للدول المشاركة تحدث عدة حوادث تساعد على تلوث النفط أولا عندما تنفجر ناقلات النفط في وسط المسطحات المائية يحدث تلوث للمياه وتتوقف درجة هذا التلوث على حجم الناقلة وقربها أو بعدها من الشواطئ , ثانيا كما نعرف ان النفط يتم استخراجه من الآبار البحرية بالإضافة للحقول البرية فيحدث في الآبار البحرية انفجارا تحت البحر وبالتأكيد يضر ذلك بالمياه وما تحوية من كائنات حية , ثالثا لا يمكننا أن نصرف النظر عن مياه الموازنة(الصابورة) التي تصب في البحار بكل عملية نقل للنفط!!!
,رابعا ان يكون هناك خلل في عمليات الشحن والتفريق وذلك من خلال تمزق أحد الخراطيم الموصلة بين الناقلة وخزانات النفط , خامسا وهو الأمر الذي يكون عمدا من الإنسان وهو رمي مخلفات سفن الشحن والناقلات بإلقائها في المسطحات المائية في غفلة عن الرقابة والقانون !!! وأيضا ما تقوم به الصناعات النفطية و محطات معاجة النفط الخام بتصريف مخلفاتها الملوثة بالنفط إلى المسطحات المائية من غير معالجة , سادسا العمليات التي تتم من خلال فصل الماء الملح عن النفط الخام وان كل برميل من النفط المستخرج من باطن الأرض تصاحبه عدة براميل من الماء يتعين فصلها منه وتخيلوا معي كمية هذا الماء الملوث الذي يتم التخلص منه يوميا في مياه البحر!!! , وأخيرا وليس آخرا طبعا من جراء هذه الملوثات الخطيرة وهو تبخر الهيدروكربونات النفطية من براميل النفط وانتقالها إلى الجو ثم سقوطها مع مياه الأمطار التي تسقط بدورها على المسطحات المائية واليابسة أيضا مسببة تلوث لكلاهما !!! , فما هو دور المسؤولين جراء ما يحدث من تلوث للماء بمواد خطرة التي يتكون منها النفط , وأن المصانع لها بصمتها التي توضعها لتساعد على تلوث المياه وذلك من خلال تمركزها بالقرب من المسطحات المائية ولها هدفها الاستغلالي من طرف واحد طبعا لصالحها من هذا التقرب ويكمن التلوث الذي تحدثه حينما تلقي نفاياتها السامة في مياه هذه المسطحات وتتكون مخلفاتها من كافة المواد المتبقية عن الصناعات بأنواعها سواء كانت كيميائية أو تعدينية أو تحويلية أو زراعية أو غذائية وما تحمله من مواد خطرة وسامه! وأيضا تساهم المصانع بتلويث المسطحات المائية من خلال سكبها للمياه الساخنة المستخدمة في تبريد الآلات وهذه المياه الساخنة تضر بالكائنات الحية التي تعيش داخل المسطحات , وكذلك لا يستهان بالتلوث الذي تسببه مياه الصرف الصحي(المجاري) التي تصرف في المسطحات المائية حيث تكون هذه المياه ملوثة بالمواد العضوية والكيميائية الضاره وبعض أنواع البكتيريا والميكروبات الضارة و المعادن الثقيلة والمركبات الهيدروكربونية , وأن الكثيرون غافلون عن الدور الذي تلعبه المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية في تلوث المياه ومن أخطر المبيدات الحشرية المبيد الشهير (د.د.ت)ولقد تم منع استحدامه في الدول المتقدمة وبعد ان ثبتت العلاقة بينه وبين مرض السرطان كافانا الله واياكم شره , والمطر الحمضي يسهم أيضا في تلويث المياه إذ أن يكون الأس الهيدروجيني للمطر العادي 5.6 ولكن هذا الرقم يتغير كثيرا بفعل ملوثات الهواء حيث يقل الى 4 فقط وهذا يجعل الأمطار شديدة الحموضة والمطر الحمضي مسؤول عن خفض الأس الهيدروجيني للمياه , وكذلك أيضا النفايات النووية تلعب دورها في تلويث المياه وذلك عندما يتم تصريف المياه المستخدمة في تصريف المفاعلات النووية في المسطحات المائية, وأخيرا فإن للمواد البلاستيكة التي لا يكن لها البعض اهتماما بالغا ولكنها حتما تسهم في تلوث المياه من خلال إلقاءها في المسطحات المائية وأن هذه المواد لا تتحلل في المياه وبذلك تكون مزعجه على الكائنات الحية بشكل عام . ومن هنا يجب علينا أن نلتفت ونسخر السبل لكي نحد من خطورة هذه الملوثات على المسطحات المائية وان نضعها بالحسبان و نسخر كل السبل للحد منها والوصول لحلول تمكننا من تخفيف هذا التلوث الكبير وان نوعي الآخرين بمدى أهمية هذه المسطحات ومدى خطورة الملوثات التي تكون بنظرالبعض بسيطة !!!.

أوضاح .ع.الشريدة
جامعة الكويت
كلية التربية
مقرر تربية بيئية