الحراك والملك (( بوو )) ومستشاره وأنا

زاوية الكتاب

فواز البحر يعلق الجرس ويحذر المعارضة من 'المتربصين'

كتب فواز البحر 3170 مشاهدات 0


اسمع النصيحة..

يقال بأنه الحكمة وجدت بالصين ، والسبب ربما هو غزارة المشاهد التاريخية نظراً لعراقة الشعب وقدم حضاراته وتعددها وأيضاً تأريخ وتوثيق تفاصيلها .
اليوم في هذه المقالة سوف استحضر لكم قصة عن ملك من ملوك الصين تصرف بغير حكمة على عكس ما عرف عن الصينيين..
هذا الملك الذي يدعى (وو) وأنا أعلم بأن اسمه بغير محل الاهتمام ولكني أذكره من باب التوثيق والدقة ، وقد عاش في القرن السادس الميلادي ، خاض حروباً عديدة وفتح عدة جبهات مع المقاطعات الشمالية والممالك الوسطى في الصين ، وكان يحقق هناك الانتصار تلو الانتصار ، وكان من ضمن أعدائه من هم في المقاطعات الجنوبية ، وقلل الملك ( وو ) من شأنهم لأنهم لم يكونوا بقوة أعدائه في الشمال والمماللك الوسطى ، وفي لحظة معينة وفي حالة من نشوة الغرور التي تولدت من انتصاراته المتتالية ، قرر الملك ( وو ) ان يرسل جيشه الى معركة جديدة لكنها هذه المرة بعيدة جداً عن دياره . فاستنكر وزيره ومستشاره الأول هذا التصرف ، وقال له : ان قرارك خاطئ فلا تجعل ' المتربصين ' يستغلون (تعدد جبهاتنا) وتشتت جيشنا ، فقال له الملك ( وو ) :
ومن هم المتربصون ؟
أجابه وزيره ومستشاره الأول :
عدونا في الجنوب .
ضحك الملك ( وو ) بكل غرور من اجابة وزيره ومستشاره الأول ، وظن في تلك اللحظة بإنه خائن ، وقال له ان من الأفضل لك ان تقتل نفسك !
ماذا تتوقعون كانت اجابة هذا الوزير المخلص ؟
الوزي المخلص قال له :
لابأس ، اقتلني ، لكن اتمنى بعد قتلي أن تقتلع عيناي أيها الملك ، وتلصقهما على البوابة الجنوبية للملكة ، كي أرى الدخول الظافر لدوله الأعداء والمتربصين !
وكما تنبأ الوزير المخلص وصدق في تحليله حدث ماكان يخشى منه وحذر الملك منه ، لكن الملك الأرعن بعد أكله الندم وهو يرى جحافل جيوش أعدائه المتربصين من الجنوب يكتسحون مملكته ، ماكان منه ألا أن يتنحى في زاوية بعيدة عن البوابة التي ألصق فيها عينا وزيره المخلص ويستل سيفه ويقتل به نفسه حتى لا يراه وزيره ولايرى نتائج حماقته ..  
هذه القصه ذكرتها ..لانه تعبنا ونحن ننصح ونقول :  (يا إخوان يا الربع ) لنوحد الصفوف  ، ولنترك هفوات بعضنا ولانكبرها ، ان صراعنا المفتعل مع بعضنا البعض يستهلكنا ويضعفنا ، والأخطر أنه يترك للمتربصين فرصة القضاء علينا بعد ان أضعفنا أنفسنا بأيدينا فتركنا لهم المجال لأن يتسيدوا علينا رغم أننا (( كنا )) أقوى منهم ، لكن بانشغالنا ببعضنا وبضربنا لبعضنا أصبحوا أقوى منا وأصبحت الفرصة سانحة لهم لاقصائنا عن الساحة نهائياً !
ولكن للاسف لا أحد يريد ان يسمع ،  
وانا لا أريد ان ' أشلع ' عيناي والصقهما بالقرب من ' ساحة الارادة ' لتكونا شاهدتين على بؤسنا وضياعنا ،  بس راح اقول :
الحراك سوف يتأخر عن تحقيق مطالبه بمدة أطول من وقته المعهود حينما كنا بعز تماسكنا وقوتنا ، بل أقولها بكل ألم ربما حتى لن ندرك مبتغانا من الحراك أبداً اذا استمرت صراعاتنا على ماهي عليه الآن ..


كتب فواز البحر :

تعليقات

اكتب تعليقك