دفاعا عن الصفوية والصفويين، يكتب العبدالله متهكما وموجها انتقاده للنفيسي دون تسميته

زاوية الكتاب

كتب 2465 مشاهدات 0


قلم د.حامد العبدالله
الباب الأول: صادفت يوما من الأيام شخصا من مدعي العلم والفكر، فإذا به يتحدث بمصطلحات منمقة عن الحداثة وما بعد الحداثة والليبرالية ثم انتقل إلى التشيع ليربطهم بكارل ماركس وماديته التاريخية وستالين ولينين فأخذ الضحك مني مأخذه، فتعجب من هذا التصرف فقلت له وما علاقة ماركس بالشيعة، فأجاب لي أوليس ماركس من تبنى التشيع، فنصحته حينها بأن يبقى على ما بعد حداثيته فهذا أفضل له.

الباب الثاني: مشاعر الضحك السابقة انتابتني وأنا أسمع موضة ربط الشيعة والإيرانيين جميعا بالصفويين خصوصا إذا صدرت ممن يدعي الفكر والتنظير والثقافة، فأولا الصفويون ليسوا فرسا بل أتراك، أصلهم من اردبيل من نواحي أذربيجان وقد أنشأوا دولة حكمت بلاد فارس ومناطق اخرى بين أعوام 1501 و 1787.

وثانيا، إيران حكمتها سلالات متعددة منها الايلخانية والافشارية والقاجارية والبهلوية فلماذا تربط فقط بالدولة الصفوية؟.

ثالثا، ما علاقة التشيع والشيعة بإيران حتى يتهم كل شيعي بأنه صفوي، فالتشيع عربي المولد والمنشأ والتطور، وإيران ظلت حتى منتصف القرن الـ 16 شافعية المذهب في الغالب، وأئمة الشيعة وجل علمائهم من العرب بينما غالبية علماء المذاهب الأخرى في مختلف مناحي العلوم الشرعية هم من أصل فارسي، وليس في ذلك منقصة فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولكن أنى لمن اختلط دمه وفكره بتراث ماركسي وماوي وبريطاني وأميركي أن يعيش هذه المشاعر.

صحيح أن الدولة الصفوية كانت شيعية المذهب ولكنها اختطت خطا سياسيا ميكيافيليا في سياستها الداخلية والخارجية، كحال الدولة العثمانية التي يحاول البعض أن يلبسها قلنسوة القسيسين والصديقين، فكم من عالم شيعي قد اضطهد لمخالفته سياسة الصفويين، وكم من شيعة قتلوا على ايديهم، كما هو الحال مع الدولة العثمانية التي اجرمت في حق العرب السنة من المخالفين ولم تراع لهم أي مرحمة.

ويمكن للباحث الصادق الموضوعي، وما أحسب صاحبنا كذلك، أن يقرأ آراء علماء الأمامية حول الدولة الصفوية ليطلع على الحقيقة.

والشيعة ليسوا فرسا فقط فهناك العرب والهنود والأتراك والأفارقة ، فهل هؤلاء محسوبون ضمن الصفويين؟.

وما دام مفكرنا قد ربط في خطابه الأخير الشيعة بالصفويين فنذكره بحقائق التاريخ لعلها خفيت عليه، فأول شهيدين في تاريخ الكويت هما محمد الشمالي ونجم الوزان اللذان استشهدا في معركة الرقة، والسيد محمد مهدي القزويني والميرزا علي الاحسائي قاما بواجب حراسة وحماية الكويت أثناء معركة الجهراء، والنواب الصفويون الذين تكلم عنهم هم من وقفوا ضد أطماع صدام حسين ورفضوا مساندته ودعمه بالعدة والعتاد، والصفويون بحسب تعبيره، هم الذين قدموا قافلة من الشهداء دفاعا عن الكويت في وقت كان الآخرون يتسكعون وينظرون مكتفين بالتحليل السياسي في مقاهي لندن وباريس وفنادق جي دبليو ماريوت.

إن الصفويين هم من قاموا باحتضان هذا الشخص في وقت لفظه الآخرون فتبنوه مرشحا وفتحوا له دواوينهم ومنتدياتهم ليقول في الدولة الصفوية الإيرانية ما عجز عنه لسان عنتر في مدح عبلة وليقول في دول الخليج ما لم يقله مالك في الخمر.

وهنا أتساءل: كيف فاتته صفوية إيران طوال هذه السنوات التي دأب فيها على زيارتها ومدحها ومقابلة كبار مسؤوليها، أم أن الكافيار والكباب والزعفران الصفوي قد ألهته عن ذلك؟ أما الفرحون المستبشرون بتنظيراته، فأقول لهم بلغة الواثق العارف «ديروا بالكم » اعرفوا الحق تعرفوا أهله واقرأوا التاريخ لتعرفوا الرجل، ولكم في دراسة الاستاذ السعودي علي العميم خير مرجع ومصدر.

الباب الثالث: يا نور النور يا منور النور يا خالق النور احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك