تنوع المعارضة هدفه الإصلاح ومواجهة الفساد.. برأي مساعد الظفيري
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2013, 12:20 ص 796 مشاهدات 0
الكويتية
التخوين يتسرب للمعارضة
مساعد الظفيري
ثقافة التخوين غالباً ما تقوم على فكرة الاستئصال والإلغاء، تطرحها الذهنية الأحادية التي لا تعيش إلا في محيط من النرجسية، وبيئة تعشق الذات، وتهوى البحث عن زعامة، أما ثقافة التجميع وحشد الطاقات، والبحث عن المشتركات، وتجاوز الخلافات، وتعظيم المتفق عليه وتهوين المختلف فيه، فهذه ثقافة العمل الجماعي التي تحتاج إليها المرحلة الراهنة، فما أحوجنا لمن يجمع أطياف المعارضة على كلمة سواء.. يعزز التقارب، وينبذ تكسير المعارضة، ويرى في الحشد والزخم إيجابية، أهمها وحدة الهدف والرغبة في الإصلاح ولو اختلفت الوسائل.
فالتنوع الذي تشهده المعارضة الكويتية واختلاف مشاربها وتباين أجندتها في بعض الأحيان ليس تنوع تضاد، وإنما هو تنوع يجمعه لافتة كبيرة واحدة هي المعارضة لأجل الإصلاح ومواجهة الفساد، والدعوة من جانب البعض إلى سياسة العزل، والتصنيف لمكونات وأطياف المعارضة على أنها محسوبة على هذا الطرف أو ذاك، والدخول في دوامة التخوين ونفقها المظلم، إنما يصب بوضوح في خانة الطرف الآخر، ويضاعف من أسهمه، ويعزز من موقفه ويزيد من أوراق القوة التي يمتلكها، وتجعله يحقق ما لم يستطع تحقيقه عن طريق استخدامه للإعلام الفاسد أو الملاحقات الأمنية والقضائية ضد المعارضة ورموزها، ويؤدي هذا المناخ من التخوين الذي بدا يتسرب للمعارضة إلى عزل المعارضة ذاتها وتكسير أجنحتها، وإضعاف شوكتها، وهو ما ينذر
بتلاشيها وتفتتها وهو ما لا يحمد عقباه!
ألم يفكر من يدعو إلى تكسير المعارضة بأغلبيتها وائتلافها وتنسيقيتها، ويدعو إلى أن تعمل كأجزاء متناثرة بأجندات متباينة أنه قد يتعرض إلى ما اتهم به الآخرين من تخوين وعمل لحساب أطراف أخرى؟ ويقع هو ذاته في دائرة الاتهام بالبحث عن زعامة، وندور مجددا في دوامة من التخوين، ولاسيما أن المعارضة بكل أطيافها تكاد تلتف حول أكبر رمزين تاريخيين فيها، وهما أحمد السعدون وخالد السلطان، دون التقليل أو التغافل عن دور ومكانة وتاريخ الآخرين، وهذا الالتفاف حول هذه الرموز أمر محمود، وتعدد اللافتات والدفع في هذا الاتجاه لا يخدم هذه الرمزية بل يحاول القفز عليها، ولن يحقق شيئا، سوى التشرذم والتشتت، فلابد من المحافظة على الكتلة الممثلة لرمزية المعارضة، وهي كتلة الأغلبية
كإطار جامع ومبادر.
يجب علينا أن نقرأ التاريخ جيداً، فتاريخ العمل البرلماني لدينا حافل بالتجارب التي تشير إلى أن عواقب انقسام المعارضة يعرقل الإصلاح ويؤخره، ولنا في فشل الكتلة الإسلامية ثم «تكتل التكتل» ثم كتلة «نيو إسلامية»، ثم تلاشي الكتلة الأم خير دليل، ماذا أسفرت كل هذه الانقسامات وتعدد الرايات سوى تشتيت الجهود واندثار كتلة المعارضة، وانفضاض من كان يدعمها، وتفويت الكثير من فرص الإصلاح؟ فلا ينبغي أن نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
تعليقات