تركي العازمي محذراً: اختلافنا بلغ درجة لا تطاق!

زاوية الكتاب

كتب 581 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  العقول لا تُشترى!

د. تركي العازمي

 

لم نأخذ الدروس حتى من دول الخليج العربي... فقد بلغ اختلافنا درجة لا تطاق، حتى طريقة التفكير حرمنا منها مالم تكن مطابقة لهوى البعض سواء على المستوى السياسي أو العمل المهني الصرف!
في الدول المجاورة (السعودية، الإمارات، قطر) نجد قفزة اقتصادية واهتماماً بالعنصر البشري وهو تطور مشابه لحالة الكويت خلال فترة السبعينات حيث تجد الفرص الاستثمارية المدرة والنقلة النوعية في سوق العمل من باب الاهتمام بالكفاءات والذي حقق مصادر للدخل (غير النفطية) أكثر بمليارات من دخل النفط في تلك الدول! 
ونحن نعتقد بأن الإنتاجية عبر «الكرم الحاتمي»... ندفع ما في الجيب ولا نعلم ما يخفيه الغيب... ولو لا قدر الله وحصل تغيير في ملامح الاقتصاد العالمي المعتمد حاليا على النفط ونتج عنه هبوط حاد في أسعار النفط لوجدنا أصحاب القرارات يتساقطون كسقوط حبات العقد حينما يقطع «خيطه»!
لم نسمع عن تغيير جوهري في طريقة معالجتنا لمصادر الدخل سوى فرض الضريبة التي يدفع بها البعض على استحياء... وجلب رؤوس الأموال الأجنبية بات صعبا في ظل بيروقراطية مستمرة في إسقاط كل توجه سليم!
كيف لنا أن نفكر... وهل صحيح أن العقول تُشترى؟
لقد حرمنا من التفكير.. فالتفكير صار محتكرا بمجموعة محدودة هي التي تختار القياديين بناء على مرئياتها وهي في الغالب «محاصصة» وتبادل مصالح ومسيسة يقتنص فرصها أصحاب النفوذ ولهذا السبب لم نلحظ تشغيل مشروع ناجح قد تم خلال السنوات الماضية!
.... فاقد الشيء لا يعطيه، لقد توقع البعض بأن العقول تُشترى والواقع من حولنا يقول بأن العقول القيادية تحديدا يتم اختيارها بشكل سليم بعيدا عن «المحاصصة» لأن الغاية لدى غيرنا تختلف مفاهيمها!
لو راجعنا أسماء القياديين ممن تم اختيارهم منذ قرابة عامين تقريبا لاستطعنا فهم المعادلة المغيبة عن الواقع الذي تعيشه دول الجوار، فالقيادي الذي لا يحمل فكراً لا يمكن له وضع خطة عمل نوعية تحولية ناهيك عن مواصفات البعض الشخصية «المتواضعة» لا كاريزما ولا فكر!
يقول لي زميل قيادي صاحب فكر نير «إذا يعطوني ميزة مالية للتقاعد لتقاعدت دون تردد».... ببساطة وكل عفوية يقولها بعد ساعة من النقاش حول مستوى قياديين تم نشر أسمائهم في الصحف (بعضهم لا يستطيع إدارة نفسه فهل يعقل أن يمنح شرف قيادة منظومة إدارية؟!)
مشكلتنا اجتماعية صرفة، نبدع في التنظير وعلى أرض الواقع «لا شيء يذكر»!
هذا لا يعني أنني متشائم... لا وربي لكن هذا هو واقع الحال فنرجو من القائمين على إدارة شؤون البلد ومؤسساته أن يتراجعوا عن طريقة اختيار القياديين المعمول بها والبحث عن عقول لا تُشترى... عقول تفتح لها الأفق للإبداع كي نحقق مصادر دخل تدر علينا إيرادات أعلى من مصدر النفط والتوقف عن «الكرم الحاتمي» الذي تلتهمه الأسعار المرتفعة!
مختصر الكلام: عودوا إلى عقلية السبعينات... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك