شهادة الفقع !!

ذهب محشش للمسجد، ووقف معوجا بالصف الأول، فوجهه الامام : تراجع .. تقدم .. سد الفراغ . فصاح المحشش غاضبا : اووووه .. أنت تبي تصلي، ولا بتشوت فاول !!

هذه النكتة التي كان أبطالها امام ومحشش، ولعب فيها باقي المصلين دور الكومبارس، ذكرتني بالقرار الذي أعلنته وزارة الأوقاف مؤخرا، لوقف تعيين الأئمة والمؤذنين البدون، وليت الأوقاف التي أوقفت البدون على 'ساق واحدة' محاربة لهم، وقفت عند هذا القرار الجائر بل 'وزادت الطين بليله ' بالتعاقد مع أئمة يمنيين، سيصلون الى الديره 'على جناح وفخد السرعة' خلال أيام، قطعت الوزارة من أجل التعاقد معهم آلاف الكيلو مترات، فيما نظرائهم البدون مطشرين بين ظهرانيهم، بل وأقرب اليهم من حبل الوريد .. والأقربون أولى بالمعروف أليس كذالك يا : با وزير !! ولا أدري أن كان مسؤول التعاقد مع اليمنيين قد قال لوزير الأوقاف، بعد أن شد إوزاره على خصره، وأغمد جنبيته: انا آتيك بهم قبل أن تلبس بشتك، او تمد يدك الى آيفونك او جلاكسيك!! ولان الحكمة يمانية والايمان يماني كما قال الرسول عليه السلام، فاني اشيد بالاختيار، واقول للوزارة، ادام الله ظلها ولا حرمنا من خيرها: سيري على بركة الله..سيري.. علم سيري..علم سيري..ألا بسم الله الرحمن..علم سيري..علم سيري..لا موذي ولا شيطان!! لكن بالمقابل، أسال سؤالا بريئا كبراءة الجهاز من بهدلة البدون: 'إشفيهم الأئمة اللبنانيين'؟!!

إن ما لا يختلف عليه كبشان، ولا يتناطح عليه اثنان، أن الحكومة تحارب البدون وظيفيا، ولا أدل من ذلك من بعض الشروط التعجيزية للظفر بالوظيفة، كالحصول على شهادة عليا وهو شرط اعوج من ذنب الكلب، وأقسى من ذنب الفيل، في الوقت الذي يحرم فيه البدون من السفر الى الخارج لاكمال دراستهم الجامعية، لهذا انصحكم يا معشر البدون، وانا لكم ناصح امين، بأن تشتروا الشهادات الجامعية من الفلبين، والغالي يرخصلك، ولا تقولوا عذر المسافه..ترى المسافه قريبه، وإن حاججكم أحد من أصحاب الدماء الزرقاء، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، فان الح يلح الحاحا بالسؤال، فقولوا له :' تصفوننا بالفقع..وشهاداتنا فقع'!! وسيبهت الذي كفر، وانا اعطيكم guarantee على الماكينة والجير.

أما عن ذلك التصريح الذي أُعلن فيه، عن تعيين 900 بدون في الدوائر الحكومية، فهذا تصريح 'مأخوذ خيره' يكذبه الواقع والطايح، فهؤلاء التسعمائة المزعومين لا يعرف ايا منهم عند البدون قاطبة، الا اذا كان يقصد بدون دولة اخرى، وهنا تعود كلمة يقصد، على الجهاز المبني للمجهول، في حال كسر كان، وعلامة جره الفتحة الى الركبة ،الظاهرة على مؤخرته!!

إن توظيف البدون واجب، كونهم أبناء هذه الارض الطيبة التي ضمت رفات آبائهم وأجدادهم، سقط بعضهم شهيدا دفاعا عن الكويت أو دفاعا عن قضايا الأمة، فهم بذلك أولى بالوظائف من وافد جاء بالأمس لم يجف حبر ختم اقامته بعد !! هذا ناهيك عن الناحيه الاقتصاديه التي تصب في مصلحة البدون، الذي يصرف كل دخله داخل بلاده، ولكن ماذا عسانا أن نقول في أقوام لا تفهم أبسط درجات الاقتصاد، ولا حتى أبسط درجات السلم الموسيقي، وكما قال الامام الشافعي:' نقل الصخور من مواضعها، أسهل من تفهيم ما لا يفهم' !! ولأن حكومتنا فهمها ثقيل في موضوع البدون وتحتاج لدروس خصوصية لتفك الخط وتقرأ : 'مع حمد قلم'، فليس أمامنا إلا أن ننصحها وببلاش، بعد أن كان 'الايدفايس' بجمل، بأن تنفس عن البدون قليلاً ولو بالوظيفة، وذلك أضعف الايمان وليس امتنه، بدلاً من أن يتنقل الرجل البدوني 'كعب داير' من شركة الى اخرى، ماداً بيده ألـ CV : وظيفه لله يا محسنين.. وظيفه لله يا محسنين، طبعا بعد أن تزيل الحكومة من بطاقاتهم الامنية، العبارة المشؤومة سيئة السمعة، والمطاردة من شرطة الآداب :'مقيم بصورة غير قانونية ' ولا ادري، كيف يمكن لشخص يحمل هوية رسمية ان تكون اقامته غير قانونية.. تناقض يذكرنا بقول الشاعر ابو العلاء المعري : تناقض ما لنا الا السكوت له .. ونستعيذ بمولانا من النار !! وعلم سيري ..علم سيري ..الا بسم الله الرحمن!!