«ديل» هدف غير مرجَّح للاستحواذ من قِبل كبار الممولين بقلم ديفيد جيلز
الاقتصاد الآنمارس 30, 2013, 11:17 ص 438 مشاهدات 0
شركة تتصارع مع سوق رئيسة متدهورة، وتراجع مبيعات قريب من حجم ربع المبيعات السنوية، وتنتظر تقديم تفويض يرسم صورة ربما تكون أكثر كآبة تبدو هدفا غير مرجح بالنسبة لبعض الأسماء الأكثر ذكاءً في مجال التمويل.
مع ذلك، فإن هذا هو المكان الذي تجد فيه شركة ديل، صانعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي نفسها، في قلب ما ستكون أكبر عملية استحواذ على الأسهم منذ الأزمة المالية العالمية.
ولدى 'بلاكستون'، وكارل إيكان ، و'سيلفر ليك بارتنرز'، اللاتي تعمل مع المؤسس والرئيس التنفيذي، مايكل ديل، عروضا على المائدة للاستحواذ على الشركة من خلال شراء الأسهم من مساهميها مرة أخرى. في الوقت نفسه، تختلف الدوافع في كل معسكر، وتبدأ من احتمال تقسيم الشركة، وتستخرج أكبر توزيع خاص للأرباح ممكن؛ سعيا لتنظيم تغير جذري كامل في الشركة.
ويعود الأمر للجنة خاصة تابعة لمجلس إدارة 'ديل' في تحديد ما إذا كانت العروض الجديدة من 'بلاكستون'، وإيكان ستؤدي لعطاء أفضل من عطاءات ديل و'سيلفر ليك'.
ويقول شارلز إلسون، أستاذ حوكمة الشركات في جامعة ديلاوير: 'الهدف من وجوده هو الحصول على أفضل سعر للمساهمين، بلا شك. والحقيقة الأهم هي إيجاد أفضل سعر للسهم يمكنهم الحصول عليه'.
وتختلف العروض الثلاثة المتنافسة في نواح هامة. وافق ديل و'سيلفر ليك' على الاستحواذ على أسهم جميع المساهمين من الجمهور بشرائها مقابل 13.65 دولار للسهم، مقيمين قيمة 'ديل' بـ24.4 مليار دولار. وإذا لم تصبح عروض 'بلاكستون' وإيكان الأولية مؤكدة أكثر، سيكون هذا أفضل ما سيتلقاه المساهمون. ومع ذلك، يعتقد المستثمرون أن هناك مزيدا من العطاءات في الطريق. وبالأمس تم تداول أسهم 'ديل' فوق مستوى 14.50 دولار.
ويقيم عرض 'بلاكستون'، الذي يشمل سعرا للسهم يزيد على 14.25 دولار لكل المستثمرين الذين يريدون بيع استثماراتهم، 'ديل' بـ25 مليار دولار. ووفر أيضا سبلا لبعض المساهمين لإدخال أسهمهم بأعداد كبيرة في الشركة الخاصة الجديدة، وسبلا للبعض الآخر كي يختاروا المشاركة في 'عرض عام'، سيتم تداوله في بورصة 'ناسداك'.
من ناحية أخرى، يعرض إيكان شراء 58 في المائة من الأسهم مقابل 15 دولارا للسهم. يبدو السعر الملحوظ بالدرجة الأكبر هو المفضل لدى المساهمين، لكن بنية صفقته ستطلب أيضا على الأرجح من المساهمين المشاركة في العرض العام.
و كلا العرضين أوليان، حيث يأتيان كفرصة للشركة كي تلتمس عروضا أخرى انتهت. والآن بما أن 'بلاكستون' وإيكان قد اتخذا مقعدا لهما على الطاولة، فمن المتوقع أن تستمر المحادثات لأسابيع.
ومن بين العرضين الجديدين، يظهر أن 'بلاكستون' هي من تملك أعلى فرصة للنجاح، وفقا لأشخاص مطلعين على ما يحدث داخل لجنة 'ديل' الخاصة.
وحقيقة أن 'بلاكستون' ليس لديها حد أقصى لعدد المساهمين اللذين يمكنهم بيع استثماراتها لها أهمية حاسمة. فاللجنة الخاصة لا تريد أن يُجبر المستثمرون على المشاركة في العرض العام إذا لم يريدوا ذلك، وفقا لما قاله هؤلاء الأشخاص. بل وفكرت في العام الماضي في مثل هذا المشهد، لكنها اعتبرته غير مناسب.
ويقول أحد الأشخاص القريبين من الصفقة: 'صفقة (بلاكستون) هي الأفضل. فكل من يريد نصيبه نقدا يمكنه الحصول على ذلك'.
لكن لجنة 'ديل' الخاصة قلقة من سجلات الدفع لسبب وجيه. فإذا كانت الأسواق العامة غير مرحبة باستضافة 'ديل' الآن، فليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن هذا سيتغير في الوقت الذي تواصل فيه الشركة تغييرها الجذري.
وتسبب إحدى الحكايات التحذيرية قلقا كبيرا؛ ففي عام 2007 استحوذت مجموعات استثمارية خاصة على 'كليير تشانال' بشراء أسهم المساهمين مرة أخرى، لكنها احتفظت بسجل دفع عام للسماح للمساهمين بالمشاركة في الميزة الناتجة من أي تغيير جذري. ومنذ ذلك الحين، انخفضت أسهم 'كليير تشانال' بنسبة 85 في المائة تقريبا.
وسيبدو أن موقف كهذا من جانب اللجنة الخاصة سيستبعد عرض إيكان كما هو متصور حاليا. وفي الواقع، يقول بعض القريبين من الصفقة إن إيكان قدم مقترحه فقط لجعل المناقشات تستمر؛ ولأنه اعتقد أن 'بلاكستون' قد لا تقدم عرضا.
ويقولون إنه يهتم قليلا بالاستحواذ على 'ديل'. ويبحث بدلا من ذلك عن سبل لزيادة قيمة حصته التي تقدر بمليار دولار للحد الأقصى.
وإذا لم يتمكن من السيطرة على الشركة، من المرجح أن يضغط إيكان من أجل توزيع خاص للأرباح كبير، وفقا لما يقوله أشخاص مطلعون على الموقف. والمشهد المرجح أكثر هو أن إيكان سيشكل فريقا واحدا مع عطاء منافس، ويقول أشخاص مطلعون على هذا العملية إنه يفكر بالفعل في العمل مع 'بلاكستون'.
وتبقى مشاركة ديل في عطاء 'بلاكستون' مشاركة استثنائية. وعلى الجانب الآخر، تعهد بأن 'يستكشف بنية حسنة' إمكانية العمل مع 'بلاكستون' أو إيكان، وخلال المفاوضات من أجل عملية الاستحواذ الأصلية قال أنه سيتصرف مثل 'سويسرا، ويكون طرفا محايدا.
مع ذلك، استكشفت 'بلاكستون' بيع وحدة الخدمات المالية في 'ديل'، التي تساوي مبلغا يقدر بخمسة مليارات دولار، وفاتحت مسؤولين تنفيذيين سابقين في مجال التقنية، بمن فيهم مارك هارد رئيس 'هيوليت باكارد'، بشأن إدارة الشركة.
وهذه علامات تنذر بالشؤم بالنسبة لديل، الذي يريد إبقاء الشركة التي أسسها في غرفته في السكن الجامعي موحدة، وتوظيف أشخاص للعمل في المبيعات، وزيادة الإنفاق، ويريد أن يشرف بنفسه على التغير الجذري بها، وفقا لما قاله أشخاص على دراية بطريقة تفكيره.
ومع ذلك، تبدو 'بلاكستون' جادة بشأن طرح عرض من المرجح أن يتم اعتباره أفضل من مقترح ديل و'سيلفر ليك'.
ومقترحات 'بلاكستون' وإيكان هي المفاجآت الأخيرة التي تزيد من مدة ملحمة صفقة كان يُعتقد في يوما ما أنها مستحيلة.
وعندما ظهر أول مرة أن ديل يريد الاستحواذ على شركته بشراء الأسهم من المساهمين مرة أخرى، سخر المتشككون، وقالوا إنه لن يكون هناك مجموعات استثمارية خاصة تدعم صفقة كبيرة كهذه، ولن يكون هناك مصارف تمول دينا كبيرا كهذا.
ومع ذلك وبعد نحو شهرين من طرح ديل و'سيلفر ليك' لعملية الاستحواذ الخاصة بهما على طاولة المناقشات، يعمل كل مصرف كبير في 'وول ستريت' عمليا على هذه الصفقة، وهناك شعور بأن العمل الحقيقي قد بدأ للتو فقط.
تقديم تفويض للكشف
عن التفاصيل
في حين أن مقدمي عروض الاستحواذ على 'ديل' الجدد قد حصلوا على امتياز الوصول لكشف العملاء من خلال لجنتها الخاصة، يجب أن يكون المستثمرون بشكل عام قادرين على رؤية الصورة الكاملة لحالة الشركة عندما يتم تقديم تفويض في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وسيشرح التفويض بإسهاب كيف حدث وقبلت اللجنة المكونة من أربعة رجال العرض الأصلي الذي يحدد 13.65 دولار للسهم من مايكل ديل و'سيلفر ليك'، بما في ذلك التفاصيل الأكثر دقة الخاصة بطريقة عمل شركة ديل وتوقعاتها المستقبلية.
ووفقا لأشخاص على دراية بالموضوع، سيظهر أن 'ديل' تتعرض لتدهور سريع. فقد توقت خطة إدارة تم عرضها على مجلس الإدارة في شهر تموز (يوليو) الماضي الحصول على 5.6 مليار دولار في هيئة دخل تشغيلي في العام المالي الحالي. وتم خفض هذا في وقت لاحق إلى 3.7 مليار دولار، لكن من المرجح أن يعاد النظر فيه بشكل كبير ليصبح أقل من هذا الرقم.
وتحول 'ديل' أعمالها أكثر نحو مجال البرمجيات والخدمات، لكنها لا تزال تعتمد على أجهزة الكمبيوتر الشخصي للحصول على ثلثي إيراداتها تقريبا.
وقد انخفضت الشحنات العالمية بالنسبة لمصنعي أجهزة الكمبيوتر الشخصي بنسبة 3.2 في المائة العام الماضي، وفقا لمجموعة الأبحاث، 'أي دي سي'، ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة 10 في المائة في الربع الحالي، حيث يفضل العملاء الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي لا يزال عليها إظهار أي فائدة من إطلاق 'ويندوز 8' وفئة 'الترا بوك'.
ووفقا لجايسن نولاند، المحلل البارز في 'بايرد آند كو'، فمن المرجح أيضا أن يصيب الجدال الدائر بين مقدمي العطاءات حول اتجاه 'ديل' المستقبلي لمبيعات الشركة.
ويقول: 'كل هذا يعني انعدام اليقين لدى مشتري الشركات الذين يفكرون في عملية شراء كبيرة لمنتجات شركة ديل'.
ويضيف: 'سيتساءلون ماذا يعني كل هذا وربما يبطئون للغاية (في اتخاذ القرار)؛ لذا فإن حل هذا بأسرع ما يمكن سيكون في صالح شركة ديل'.
تعليقات