بدأت تكتشف 'بدونيّتها'

إعتادت اللعب مع أقرانها بالعمر من بنات العائلة من الأخوال والأعمام بكل براءة وطفولة وكما هي عادة الأطفال يقضون وقتهم كله باللعب والغيرة فيما بينهم بإمتلاك لعب الأطفال دون التفكير بما يترتب عليه ذلك
وكانت كلما ترى طفلة من العائلة تمتلك لعبة معيّنة تهمُّ مسرعة إلى والدها لتطلب منه تلك اللعبة قائلة : أبي أُريد كتلك اللعبة التي تمتلكها فلانة
وكما هي عادة الطفل يرى والده بأنه ذاك الرجل العظيم القادر على تحقيق كل أحلامه مهما كانت كبيرة ومهما بلغت من الصعوبة ،فكان والدها الغير قادر على شراء تلك الألعاب الغالية الثمن يلجأ إلى شراء الألعاب المماثلة لها في الشكل وإختلاف المضمون لأنها تكون عادةً أقلُّ ثمنًا ،وهكذا كانت تمضي أيامهم .
وكبرت تلك الطفلة والتحقت بالمدرسة وأصبحت في العمر الذي يتساءل به الشخص عن كل شيء لأنها الفترة الذي يتعلم بها المرء عن ما يدور حوله في الدنيا ، فأصبحت تُكثِر الأسئلة على والدها وتزداد الأسئلة صعوبة عليه مما يجعله يعيش حالة توتر وقلق وخوف من كيفية إيصال المعلومة لها
أبي :-
لماذا أرتدي للمدرسة لِباس يختلف عن بقية البنات ..؟
لماذا لا أستطيع السفر في الإجازة كما يحكون لي أصدقائي عن سَفَرِهم ..؟
لماذا في كل يوم تأتي تلك المُعلّمة وتُخرجُني من الفصل لأنك لم تدفع رسوم المدرسة ..؟
أبي لقد لاحظت أنه مكتوب بجانب إسمي في كشف الأسماء 'غ/ك' فماذا تعني تلك الأحرف ..؟
لماذا لا تُجيب يا أبي على أسئلتي وأنت الذي كنت دائمًا لديك الإجابة على أي سؤال أطرحه عليك .. ألهذه الدرجة أسئلتي صعبة ؟
حسنًا يا إبنتي سوف أُجيبك على أسئلتك المنطقية
ولكن إجابتي ستكون
غير منطقية وبعبارات لا يفهمها حتى العلماء وبأمور يختلف عليها رجال الدّين وبكلمات مبعثرة لا تمت بِصِلة لبعضها
ورغم هذا كله عليكِ المحاولة بإستيعاب ذلك وأنتِ بهذا العمر ..!
سأُجيب بأربع جُمل مختلفة أحاول أن أختصر فيها إجابتي
الأولى ؛
بدأت حياتُنا مختلفة عنهم دون معرفة السبب
الثانية ؛
دين الإسلام حثّنا وحثّهم ولكن تغيّرت النفوس
الثالثة ؛
وقعنا في حب الوطن ولا مفر من ذلك
الرابعة ؛
نكران لنا في أرضنا والله خير الشاهدين
إن لم تفهمِ تلك الجُمل التي قلتها لكِ
خُذي أول حرف من كل جملة واجمعيهم وستكون الإجابة 'الغامضة' واضحة
وإن صَعُبَ عليك الفهم .. إعذريني
فأنا نفسي لم أفهم ..