هل صنع التاريخ بقمة الدوحة؟
خليجيمارس 26, 2013, 2:43 م 2824 مشاهدات 0
لأول مرة في تاريخ القمم العربية، يدعى ممثل معارضة لنظام عربي ولا يدعى النظام نفسه! فلقد دعى أمير قطر اليوم -الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة العربية الرابعة والعشرين- رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب ليلقي كلمة سوريا وليتبوأ مقعد نظام بشار الأسد الذي شغله لأكثر من أربعين سنة.
صحيح أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد دعي لاجتماعات الجامعة العربية قبل سقوط القذافي، لكن إجماعا دوليا وعربيا كان قد تشكل ضد نظام القذافي وقرر العالم عزله وإسقاطه من قبل كل العرب والمجتمع الدولي قبل دعوة معارضيه لاجتماعات الجامعة العربية، بينما تباينت الآراء ولاتزال تختلف حول الموقف من النظام السوري، فالعراق والجزائر ولبنان لاتزال تتحفظ على مسألة إسقاط نظام البطش بدمشق، ولعل أصدق من عبر هذا التباين تجاهل رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب لممثل العراق وتقديمه الشكر لكردستان العراق (هكذا) وليس لجمهورية العراق.
ولعل تجاوز الاختلاف العربي حول حضور المعارضة السورية نقطة تسجل لصالح الدبلوماسية القطرية التي استطاعت تلافي الارتباك الذي خلقته استقالة الخطيب قبل انعقاد القمة العربية بيوم، وتجاوز مسألة من يجلس على مقعد سوريا: رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، أم غسان هيتو رئيس الحكومة المؤقتة؟
الشاهد أن معارضة دعتها القمة العربية لتمثل شعبها، والسؤال هو: هل سيكون هذا عادة للقمم العربية بدعوة معارضة نظام عربي ما لأنه بطش بشعبه؟ فلقد بقيت في القمة وجوها دكتاتورية بشعة قتلت وشردت شعوبها وزجت بكل معارضيها بالسجون، فهل ستكون سوريا استثناء؟ أم أن القمة العربية بالدوحة قد دشنت عهدا جديدا وأعلنت بيانا للمستقبل مفاده أن لا مكان للطغاة بين القمم، ومن يبطش بشعبه، فإننا سنعزله ونأتي بممثلين لشعبه ومعارضيه؟
تعليقات