هؤلاء كما يراهم محمد المقاطع صاروا أدوات لهدم البلد!
زاوية الكتابكتب مارس 26, 2013, 12:44 ص 925 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / التعامل الارتجالي مع مشكلات الوطن
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
هل يعاني الوطن فعلا من مشكلات؟ الجواب: نعم، منها ما هو قديم ومتأصل مثل غياب الارادة والقرار السياسي في ادارة البلد، وغياب التخطيط وعدم وجود أولويات لدى الحكومة، والفساد الاداري بشيوع الواسطة المضرة والتسيب الوظيفي، وغياب سياسة الثواب والعقاب، ومشكلة التجنيس المتخبط والسياسي، ومشكلة «البدون»، وخلل التركيبة السكانية، ومنها ما هو مستجد، مثل تراجع العمل السياسي وانحدار مستوى الأداء لدى اغلب أطرافه السياسية والبرلمانية، وتآكل الكتل السياسية والبرلمانية، ومشكلة البطالة، وتراجع التعليم، وضيق قدرات مؤسساته مكانيا ونوعيا، وتردي الخدمات الصحية، وانفجار الازدحام المروري، وتفاقم المشكلة الاسكانية، وظهور مؤسسات ورموز للفساد السياسي والمالي في الحكومة والبرلمان والمعارضة، بل والكتل السياسية. وكذلك هي حال القطاع الخاص لدينا، الذي لا يحسن العمل ولا العطاء الا اذا كان يعمل بمشاريع الدول وضماناتها، فعطاؤه بالمبادرة محدود وهامشي.
والسؤال التالي هو: هل من سبيل لحل مشكلات البلد؟ وكيف ذلك؟ والجواب هو: نعم، ففي الكويت كل مقومات وامكانات حل هذه المشكلات، وفي فترة زمنية وجيزة لا تتعدى السنتين، فالمال وفير والبنية القانونية متينة، والشعب والسكان عددهم قليل، والطاقة البشرية متاحة، والمستوى التعليمي والثقافي عالٍ، والبنية المؤسسية كما التحتية مشيدة على أسس سليمة، والاستقرار موجود، وبيئة الابداع بالحرية المسؤولة متحققة.
اذاً، لماذا لا تحل المشكلات وتتراكم بل وتتزايد وتتعقد يوما عن يوم؟ الجواب مؤلم رغم وضوحه للكثيرين، ومقلق رغم ادراكه من المعنيين، ومخيف رغم تسطيره بالدراسات والتقارير. فعلينا أن نتصارح ونضع النقاط على الحروف، فهناك من لا يرغب في حل هذه المشكلات بتعيشه عليها وعلى آلام البلد والناس، وهناك من يتفنن بالمزايدة السياسية عليها فيطرب لاستمرارها، وهناك من هو عاجز عن حلها قدرة وتفكيرا وتأهيلا، لكنه وبلا حياء متمسك بمنصبه، وهناك بيروقراطية حكومية معوقة، لا يعنيها الا نفسها، ولم ولن تقدم شيئا للبلد، همها ارضاء وزيرها أو معزبها من الأسرة، فصاروا أدوات لهدم البلد، وقد عشش بعضهم في منصبه القيادي عشرات السنوات، وهناك من حول البلد لدوامة من الصراع العبثي المستمر، بسبب طموحه البائس أو حقده الدفين أو فشله الذريع، أو عجزه عن تقديم حلول لمشكلات البلد، فصار لمداراة سوءته باثارة الصراع وتغذيته وتحريض أطرافه، فكثرت الصحافة بل والقنوات الصفراء - صحافة الاثارة للاثارة - فصار كل منهم لاهيا عن البلد رغم أهمية منصبه وخطورة سلطاته وحجم ما يتبعه من أجهزة ومؤسسات، لكنه لا يتعامل وقضايا البلد ومشكلاته الا بصورة ارتجالية، فيتخذ القرار الخطأ في الوقت الخطأ بناء على معلومات خاطئة أو مزاجية شخصية منحرفة تدخل البلد يوميا في دوامة من المشكلات المتلاحقة.
اللهم اني بلغت،
تعليقات