«أرامكو» صامتة .. والهيئة تائهة بقلم د. سعد الأحمد

الاقتصاد الآن

481 مشاهدات 0



الصورة الذهنية لدى الشعب السعودي عن شركة أرامكو، أنها كيان أعمال وحيد ومميز عن جميع الكيانات في المملكة. هذه الصورة الذهنية تشكلت عبر 80 سنة مضت، عندما انتزعت منطقة من ولاية كاليفورنيا وغرست في تلك التلة الجميلة بين كثبان الظهران. أحدثت ''أرامكو'' صدمة حضارية بكل أشكالها، نظرا للبون الشاسع بين حالنا آنذاك وبين ما هو عليه المجتمع الأمريكي. كان السلوك الأمريكي أكثر انفتاحا ومبادرة في التكامل والتعايش معنا، مقارنة بسلوك الشركات الإنجليزية على سبيل المثال، فكان لـ ''أرامكو'' (القديمة) فضل لا ينكر في نهضة المنطقة الشرقية والقرى التي أصبحت مدنا على شريط أنبوب التابلاين الممتد من أقصى الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي. أحدثت ''أرامكو'' انقلابا وكسرت الحاجز الثقافي السلبي لدى أجدادنا المتمثل في العيب من الصناعة، فارتحل الكثير نحوها وبدلوا الرداء والعقل في ثورة كتب لها أن تموت وتتلاشى، بعد أن أصبحت ''أرامكو'' سعودية وضاعت سعودة صناعة النفط والغاز نحو الأجنبي بحيلة مبادرات التعهيد. فأصبحنا نستجدي الشركات الصينية والروسية للبحث والتنقيب عن النفط والغاز، مع أن 80 سنة أكثر من كافية لأن تستدعينا دول العالم للتنقيب عن نفطها وغازها. اليوم ''أرامكو'' تؤثر سلبا في صناعة النقل الجوي بسبب أسعار وقود الطائرات التي تحدد تعرفتها في مطارات المملكة والمرتفعة بنسبة مبالغ فيها حتى عن الدول غير النفطية في الجوار. ولأن وقود الطائرات يمثل نحو 35 في المائة من التكلفة التشغيلية لشركات الخطوط، تعطلت تنمية النقل الجوي الداخلية واستفردت الخطوط السعودية بهذا السوق، كونها تحصل على الوقود مجانا، بل جعلت منه شماعة تلقي بفشلها التجاري عليها. هناك ضبابية مقننة تلف أعمال تزويد الناقلات الجوية بالوقود في مطارات المملكة الدولية والداخلية، بدءا من نشر أسعار الوقود للمزودين وانتهاء بالآلية القانونية التي في ضوئها تحتكر شركات التوزيع أعمال مطارات معينة منذ سنوات طويلة، والسعر النهائي المفروض على الناقلات الجوية. عندما كان قطاع الطيران المدني تحت مظلته الحكومية السابقة لم نكن لنستعرض مثل هذه القضايا لحساسيتها، أما الآن وقد تحول القطاع لمظلة مدنية، فإن على الهيئة العامة للطيران المدني اتخاذ إجراءات أكثر تنظيما وشفافية لإدارة أعمال التزود بالوقود في مطارات المملكة

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك