إذا كان للشباب حقاً فإن عليهم واجباً.. برأي فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 587 مشاهدات 0


الشاهد

شبابنا رمز عزتنا

د. فاطمة الشايجي

 

أتوقع أن من يقرأ عنوان المقال ينتظر مني اشادة لبعض مواقف الشباب والتي تستحق الذكر،أو مديحاً أو تقديم نصائح لهم،ولكنني للأسف لن اكتب في هذا المقال ما هو مناسب لعنوانه رغم استحقاق الشباب بالاشادة بهم في مواقف كثيرة، وذلك لأن عنوان مقالي هذه المرة ليس من اختياري انما هو اقتباس لعنوان درس في منهج اللغة العربية للصف التاسع صفحة 112إلى114.
لم أكن الوحيدة التي استنكرت الموضوع وكيفية طرحه فقد كان هناك اجماع من بعض أولياء الأمور أن الموضوع لا ينفع للطلبة لأنه يعرض كيف يمكن لنا الاهتمام بالشباب وهو أمر يجب أن يكون موجها من المختصين الى مؤسسات الدولة التي لها أثر بالغ في بناء الشباب، أو يعرض كمقال في أحد الصحف بهدف تنبيه المؤسسات لأهمية الشباب في بناء المستقبل، أو يكون مقدمة بحث لطالب في كلية التربية الأساسية ليثبت أنه جدير بالحصول على الشهادة ليتأهل كمدرس يستطيع أن يتعامل مع شباب المستقبل .
كانت التساؤلات التي طرحها أولياء الأمور كالتالي : من يخاطب الكاتب في هذا الموضوع؟ وما الهدف من عرض الموضوع بهذه الطريقة غير المباشرة؟ وما القيمة التي غرزها الموضوع في نفوس أبنائنا؟ أما عني فقد تساءلت لماذا لم يكتب صاحب الموضوع اسمه في الاشارة السفلية من الكتاب واكتفى بكتابة أن الموضوع بقلم أحد مؤلفي الكتاب؟ ولماذا يخاطب أحد مؤلفي الكتاب الأسرة والمؤسسات عن طريق الشباب؟
وكنبذة قصيرة عن الموضوع نجد أن الكاتب يوضح أن الشباب صناعة الأمة لذا يجب أن ترعاهم الدولة من خلال مؤسساتها وأولها المؤسسة التعليمية متمثلة بالمدارس والجامعات لأنها تمتلك جميع المقومات التي تجعل من الشباب عنصرا فاعلا في المجتمع لذا يجب على المؤسسة التعليمية الاهتمام بالمناهج التي تبني الفكر، فالشباب يمتلكون القوة والعزيمة. وعلى المؤسسات التعليمية أيضا الحفاظ على هوية شبابنا . كما عرج الكاتب على أهمية دور وسائل الاعلام في بناء فكر الشباب لذا يجب عليها الالتزام بالمصداقية واحترام عقول الشباب والبعد عن أي محاولة لتضليل عقول الشباب. وعرض أيضا لأهمية المؤسسات الخيرية التي يمكن لها أن تقدم الدعم المعنوي والمادي لتوجيه فكر الشباب لرقي امتنا واشاعة الوسطية ومحو الصورة التي انطبعت عن شبابنا بأنه متطرف، كاره للآخرين، محب للاعتداء، سفاك للدماء. ووضح دور الأسرة في تقديم القدوة الصالحة، والحياة الآمنة، والفكر المستنير، وتفجير ينابيع الحب الرقراقة، والعناية الشاملة لشباب هم أملنا وعزنا وغدنا المشرق .
وفي نهاية الموضوع يخاطب الكاتب الشباب ويقول أن العبء ثقيل عليكم لذا يجب أن تعيدوا ترتيب أوراقكم وتستدعوا قدراتكم المتنوعة وتلتفتوا الى الوطن، وأصلحوا من حالكم وهذا لن يحدث طبعا الا بالسير على نهج الحبيب المصطفى |.
من الطريف أن الطلاب تفاعلوا بطريقة ذكية حيث قالوا الى ان تستوعب المؤسسات التي ذكرها المؤلف دورها سنحاول أن نغيّر الصورة التي يرانا بها المؤلف فنحن لسنا شبابا متطرفا،وكارها للآخرين،ومحبا للاعتداء،وسفاكا للدماء وانما نحن شباب راق وواع يعي جيدا كيف يرد على هذه الاتهامات الباطلة وقد يكون قول رسول الله | »هلك المتنطعون« رواه مسلم هو أفضل ما نرد به على مثل هذه الاتهامات، فأنت غاليت في وصفنا ولم تقدم لنا نصيحة مباشرة، ولم تغرس فينا قيمة أخلاقية تنفعنا.
لذلك نتمنى من المسؤولين في صياغة المنهج الدراسي أن يتقوا الله في شباب المستقبل، وأن يحاولوا تقديم قيمة أخلاقية واضحة ومباشرة للشباب، وأن لا يستخفوا بعقول الشباب فهم يملكون من الوعي والذكاء والقدرات ما يؤهلهم ليحملوا الوطن على أكتافهم ويرفعوا من شأنه،فرجاء كما ذكرت أيها المؤلف انتقي واختار مواضيع تبني الفكر لا مواضيع تهدم القيم فكما أن هناك حقا للشباب فان عليهم واجبا.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك