لا يمكن لأحد أن يقف في وجه التاريخ.. محمد الدوسري مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 675 مشاهدات 0


عالم اليوم

غربال  /  خارج التاريخ

محمد مساعد الدوسري

 

هل تستطيع أن تعيش خارج التاريخ؟، سؤال يتبادر إلى ذهني دائما وأنا أرى محاولات البعض بأن يعيش بهذه الطريقة، معاكسا للواقع والجغرافيا والزمان، وكأنهم يحاولون أن يعيشوا في جزيرة نائية وسط محيط لا يعرف عنه أحد، وهذا أمر مستحيل بالطبع، ولكن ما الذي يدفع أحدا للتفكير بهذه الطريقة؟.
الأسباب كثيرة باعتقادي، لعل أهمها هو جنون العظمة، وهو داء يصيب الإنسان فيشعر بأنه قادر على ممارسة دور الآلهة، وهذا أمر كان موجودا منذ بدء الخليقة، منذ أقوام عاد وثمود والفراعنة والإغريق، ولعل التاريخ مليء بالقصص والروايات التي تحكي عن شخصيات أصابها داء جنون العظمة، واعتقدت أنها تستطيع عمل المستحيل أو ما لا يمكن حصوله إلا بمعجزة إلهية.
أسباب أخرى يمكن إضافتها لمعرفة من قد يحاول أن يعيش خارج التاريخ، ومنها الغباء المفرط، أو الاعتقاد بأن الشخص قادر على التلاعب بالوقت، أو الجنون المحض، وكلها أمور تدخل على شيء واحد، وهو خطأ كبير وفادح يرتد في وجه هذا الشخص، وينفجر أمامه ليحدث دويا هائلا يمكن له أن يكون نهاية لهذا الإنسان الواقف في وجه التاريخ.
الوقوف في وجه التاريخ، قد يمارسه إنسان، أو نظام أو جماعة، ولعل تسابق بعض الحكام العرب للوقوف في وجه التاريخ، كان سببا في الثورات التي قامت لخلعهم، فمن يقف في طريق التقدم والتطور البشري الطبيعي يسقط في النهاية، ومن يريد أن تستمر السلطة المطلقة، ينتهي بلا سلطة، ومن يريد أن يتلاعب بمصائر الشعوب، ينكشف ويسقط.
الأكيد أنه لا يمكن لأحد أن يقف في وجه التاريخ، لكن يمكن للمجانين أن يجربوا، رغم أنهم لم يمتثلوا للواقع، ولم تنفع معهم القصص والأحداث التاريخية.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك