'تويتر' ديوانية من لا ديوانية له.. برأي وليد الغانم
زاوية الكتابكتب مارس 23, 2013, 12:48 ص 853 مشاهدات 0
القبس
الكويتيون يغزون 'تويتر'
وليد عبد الله الغانم
أكد ممثل شركة تويتر في الولايات المتحدة كافة غريب أن «نسبة مستخدمي «تويتر» في الكويت بلغت %85، وهي نسبة كبيرة مقارنة بعدد سكانها، وهو أكبر معدل في العالم» («الجريدة» 2013/3/19).
لا ادري ما هي معايير حساب نسبة استخدام الكويتيين لـ «تويتر»، لكني لا اشك حقا ان الشعب ادمن استخدام هذا البرنامج التفاعلي العجيب في التواصل اليومي وبشكل غير معقول، فالكويتيون اندمجوا في استخدامه 24 ساعة يوميا، فهم يكتبون صباحا ومساء وفجرا وظهرا، يتكلمون في السياسة وعن النواب والمجلس والاغلبية والقضاء والحكومة والرياضة والاقتصاد والجمعيات التعاونية واستراحات جبد وشاليهات بنيدر والافنيوز والمدارس والدوامات والزحمة والمستشفيات وكل ما يخطر على بالهم، فاذا انتهت احاديثهم عن الكويت انتقلوا بكل سلاسة للحديث عن مشاكل العالم بدءا من مصر وانتهاء بفنزويلا.
«تويتر» ديوانية من لا ديوانية له، يكتب فيه الرجال والنساء والكبار والصغار ويخوضون فيه بما يعلمون وما يجهلون، والاشاعات راجت في عهد «تويتر»، وتشويه السمعة اصبح ميسرا، وبفضل الكتابة وراء اسماء مستعارة تحول «تويتر» الى ساحة صراع بين كل الاطراف ولأتفه الاسباب.
بعض المتخصصين اثروا «تويتر» بنصائحهم الطبية والعملية والشرعية والادبية، في حين اشتهر بعض المغردين لا لشيء سوى سلاطة السنتهم ووقاحة تغريداتهم - وبئس الشهرة هي - كما استطاعت بعض الجهات الرسمية والحكومية التواجد في «تويتر» للتواصل مع المواطنين وهذا امر رائع نطالب باستثماره بشكل نوعي.
وزارة الداخلية، وكعادتها بالمشي عكس السير، وبدلا من ان تضع لها حسابا للتواصل مع الناس وتلمس شكاواهم وارشادهم في «تويتر»، قامت بالبحث عن سبل مراقبة «تويتر»، وكأنها اكتفت بمراقبة المجرمين على الارض الواقعية لتبحث عن المشاكل في هذا العالم الافتراضي، وهذا يعكس اهتمامات العقلية الامنية في الكويت.
اعضاء مجلس الامة السابقون والحاليون ركبوا موجة «تويتر» في بدايتها لكن سرعان ما علت عليهم واكتشفوا صعوبة المواجهة المباشرة مع الناس وجها لوجه، فانسحب كثير منهم، خصوصا اولئك المتقلبين في مواقفهم وبقي قلة متحفظين جدا في تغريداتهم.
لقد كشف لنا «تويتر» عقليات بعض المشاهير من نواب وممثلين وصحافيين وتجار وشعراء ومسؤولين وغيرهم وحتى اخلاقهم، وصدم الناس بالمستوى الفكري الضحل لبعضهم ممن كان يتخفى خلف وسائل الاعلام وبهرجتها المزيفة.. «تويتر» كشف لنا عالماً آخر كان مخفيا في الكويت وهو عالم حي متفاعل كالمجتمع الحقيقي فيه الخير وفيه الشر والله الموفق.
تعليقات