ريادة .. شراكة مجتمعية رائدة بقلم د. عامر بن محمد الحسيني

الاقتصاد الآن

548 مشاهدات 0



تستمر المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR محورا رئيسا في توطيد العلاقة بين المجتمع والشركات. هذه الشراكة يهدف من خلالها إلى تحقيق تنمية مستدامة، وازدهار لمعالجة عديد من القضايا التي يحتاج إليها المجتمع. واحدة من أهم قضايا العصر الحالي هي استحداث الوظائف وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يقوم عليها اقتصاد الصناعة والتجارة الوطنية.

لهذا يعد معهد ريادة الأعمال الوطني ''ريادة'' المؤسَّس بمبادرة من قِبل وزارة البترول والثروة المعدنية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني؛ ليكون مؤسسة غير ربحية تهدف للمساهمة في مساعدة الطامحين لممارسة العمل الحر من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير التدريب والتأهيل، وتقديم الاستشارات والإرشاد والمساعدة في الحصول على التمويل، وتسهيل الإجراءات الحكومية. وبمشاركة مجتمعية مسؤولة من كل من شركة الصناعات الأساسية ''سابك'' وشركة أرامكو السعودية، وشركة الاتصالات السعودية STC، ومصرف الإنماء، والبنك السعودي للتسليف والادخار.

يهدف هذا المشروع لنشر ثقافة العمل الحر بين أفراد المجتمع وبناء السلوك الإيجابي نحوه. وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تأهيل الكوادر المتخصصة في مجال ريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

سيحقق البرنامج فوائد عديدة، من أهمها التغيير الإيجابي لثقافة العمل الحر، والعمل الفردي أو المشروعات الصغيرة والتي تقوم بالدعم اللوجستي للمشاريع والصناعات الضخمة. تأهيل الطاقات البشرية للعمل الحر وبناء المشاريع الصغيرة ذات العائد الجيد على التنمية والاقتصاد المحلي، وكذلك المساهمة في خلق المشاريع التي يحتاج إليها السوق المحلي من خلال خبرات ودراسات مجموعة من المتخصصين والفنيين المؤهلين أكاديميا وعمليا.

يقوم هذا المشروع على فرص نجاح كبيرة لتحقيق مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات بشكلها الصحيح، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحيط من خلال المساعدة في تغذية الاقتصاد المحلي وتنمية المشاريع الفردية وخلق فرص العمل ذات الأثر البعيد.

يمكن أن تستنسخ مثل هذه البرامج من خلال مراكز البحث والجامعات السعودية لتقديم مبادرات وشركات مع القطاع الخاص تهدف إلى تطوير الأسواق المحلية وفقا للإمكانات البشرية والموارد الطبيعية المتاحة لكل منطقة، وتكون جزءا لا يتجزأ من برامج التعليم الأساسي والتعليم المستمر وربط مخرجات التعليم باحتياجات وإمكانات سوق العمل وبمساعدة من كبريات الشركات الوطنية والتي ستسهم في خلق فرص منافسة جيدة وتوفير منتجات ودعم لوجستي مهم.

يستفيد المجتمع من مثل هذه البرامج من خلال ربطها بمشاريع واحتياجات واقعية للمجتمع. وبحماية دائمة لمثل هذه المشاريع لتجاوز العقبات التي قد تطرأ على عملها في المستقبل القريب أو في المدى البعيد. وتبقى ريادة فكرة ذات أثر إيجابي يأمل أن تحقق الفائدة المرجوة من إقامتها وتحتاج إلى دعم مستمر من صناع القرار ومن مراكز الدعم المالي الحكومي والعلمي لتطويرها ونقلها إلى مناطق المملكة كافة.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك