محاربة المذهب الشيعي حجر على حرية الاعتقاد.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 21, 2013, 1:12 ص 1503 مشاهدات 0
القبس
أيضاً معتقدهم وأمرهم لله
عبد اللطيف الدعيج
في مقال أمس انتقدنا الفكر الشمولي الذي حاولت تمريره النائبة صفاء الهاشم أثناء محاولة تحجيمها ومصادرتها لحق معلمة اختلفت معها في الهدف والرؤية الوطنية. وفي اليوم نفسه وعلى المنوال ذاته كان هناك «حراك» شعبي ضد أحد الخطباء الشيعة الذي اتهم بالتعرض للصحابة، في حسينية خاصة بالمواطنين الشيعة.
دستورنا كفل حق الاعتقاد، وإذا كان الاعتقاد مكفولاً للديانات غير السماوية، فإن الأولى أن يكون مكفولاً لأصحاب المذاهب الإسلامية. والاعتقاد في دستورنا أيضاً «مطلق» طالما هو في السر، ولم يخرج إلى العلن. وإذا أعلن، فإن الدستور يشترط أن يكون «طبقاً للعادات المرعية ويشترط ألا يخل بالنظام العام أو ينافي الآداب». الخطيب الشيعي كان في حسينية مغلقة، أي أنه مارس اعتقاده في السر وليس في العلن يتحدى أو يبشر به الناس. أحد «المعنيين» بمحاربة أفكار غيره وطمس معتقداته صوّر خطبة السيد الشيعي وعرضها على الإنترنت، أي أن الذي ارتكب جرماً عاماً هو من روج للخطبة وليس من ألقاها وسر بها في مكان شيعي خاص.
ليس سراً، بل ان المعروف ان للشيعة صحابتهم الذين يختلفون عن صحابة السنة. هذا أساس الاعتقاد الشيعي. هذا اعتقادهم وهم أحرار فيه، وكما حدد دستورنا «أمرهم إلى الله» وليس الى الداهوم أو المويزري أو حتى وزير الداخلية. ان منع أو محاربة كل شيعي يستعرض جوانب أو آليات أو خواص مذهبه على الفضائيات أو الإنترنت هو محاربة للمذهب الشيعي وحجر على حرية الاعتقاد، وتوسع غير محمود النتائج في الدفاع عن معتقدات المذهب السنّي ورموزه. ويجب ألا ننسى أن هناك الكثير من الخطباء والشيوخ السنّة مثل الخطيب الشيعي يلعنون الشيعة ويكفرونهم على الفضائيات، فهل سيطالب البعض بمنعهم من دخول الكويت؟! ثم في النهاية ما هي علاقة دولة الكويت بالدفاع عن الإسلام، لسنا المسلمين الوحيدين في العالم، ولسنا السنّة وغيرنا لأ، ولسنا أكثر المسلمين عدداً أو أقواهم عدة، فلماذا نحن الذين دائماً نتصدر الهوشات الدينية والمذهبية؟!
إذا ارتكب أحد الشيعة أو السنّة مخالفة على أرض الكويت في مكان عام، جاز اتهامه وجازت معاقبته وفقاً للقانون. اما إذا مارس الشيعي أو المسيحي أو اي من أصحاب الديانات أو المعتقدات ديانته في مكانه الخاص، فإن هذا يبقى حقاً دستورياً مكفولاً له بغض النظر عن تعارض هذه الممارسة أو توافقها مع معتقدات المحظوظين من أهل السنّة.
تعليقات