الرويحل يكتب عن سياسة التخوين والإقصاء، وينصح بمعارضة وطنية بعيدة عن المصالح الشخصية

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0

محمد الرويحل

بالعربي المشرمح
سياسة التخوين والإقصاء !!
كتب محمد الرويحل


لقد كنت أعتقد في السابق أن سياسة التخوين والإقصاء صفة للحكومة وحلفائها وظننت أن التيار الوطني الذي ارتدى لباس المعارضة وجلباب الرموز الوطنية هو أيضا قد مارس سياسة الاقصاء والتخوين ولأن المواطن لم يعد يثق بالحكومة وحلفائها كما فقد التيار الوطني المعارض رمزيته بسبب سياسة من تولى العمل السياسي في الفترة الأخيرة واعتمد سياسة الاقصاء والتخوين لكل من لايريد العمل تحت مظلته وحسب قناعاته وأوامره جاءت المعارضة الجديدة بتشكيلة متنوعة من عدة تيارات ليلتف حولها غالبية الشعب ويدعمها على أمل أن تكون مختلفة بنهجها وأئتلافها لتحقق طموحات الأمة إلا أنه يبدو بأنها لا تختلف عمن سبقها بتبنيها لسياسة الإقصاء والتخوين، أضف إلى أنها لا تحمل مشروعا وطنيا واضحا ولا رؤية سياسية ناضجة..

ولأننا نعيش حالة عبث وتخبط وعدم استقرار سياسي فمن الطبيعي أن نختلف ونتباين في وجهات النظر حول آلية العمل الوطني الخالص ولكن من غير المقبول أن نخوّن بعضنا البعض ونقصي من له وجهة نظر مخالفة ونحتكر العمل الوطني لشخوص بعينها.

ولأننا نفتقر لرجالات دولة في الحكومة الأمر الذي أفقدها ثقة الأمة فإننا نفتقد أيضا لرجالات دولة في المعارضة تقود البلاد والعباد وفق رؤية واضحة ومحددة، بل حتى التيارات السياسية ليست الا تيارات انتخابية جل عملها مبني على المصالح الانتخابية والتصريحات الشعبوية لذلك نرى انقيادها خلف الشارع بدلا من قيادتها للشارع، وأصبحت كالحكومة تتعامل مع الحدث بردود الأفعال غير المدروسة الأمر الذي جعل بريقها يتلاشى رويدا رويدا.

وإذا ما استمرت بهذا النهج وذات الأسلوب فإن الواقع السياسي سيجعلها في تراجع وتقهقر لذلك عليها أن تبادر بعقد مؤتمر وطني وفق برنامج واضح ومحدد يتفق عليه الجميع دون أن تكون لسياسة التخوين والإقصاء مكان بهذا المؤتمر.

يعني بالعربي المشرمح لا نريد معارضة من أجل الصوت الواحد ولا نريدها معارضة انتخابات ومصالح انتخابية ولا نريدها معارضة ردود أفعال ولا نريدها أن تنقاد للشارع وتخضع لقواعدها الانتخابية وكل ما نريده معارضة وطنية تحمل لنا مشروعا وطنيا متكاملا يخرجنا من حالة العبث اللامسؤول الذي لو استمر فسنعض أصابع الندم على ضياع الفرص والوقت فالزمن لن يرحم والتاريخ سيسجل للأجيال القادمة عن هذه الفترة ومن تسبب بها والوطن أغلى من أن نعبث به من أجل مصلحة شخصية.!!

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك