برنامج 'keek' وتفاهات المجتمع العربي

تتجدد التكنولوجيا بشكل منتظم وسريع، وتظهر التحديثات والبرامج بين فترة وأخرى، وتأخذ برامج التواصل الاجتماعي نصيب الأسد من هذه البرامج والتحسينات، من الكتابة الى المحادثة إلى الصور إلى الفيديو والبث الحي المباشر، حتى أصبحنا فعلا نعيش في قرية صغيرة بالتواصل الاجتماعي.

ما هو برنامج 'keek'

أحد البرامج الجديدة هو برنامج 'keek' وهو برنامج للتواصل اجتماعي كندي الأصل - تورنتو و التي تأسست في بدايات العام (2010) وأول إصدار كان لها في منتصف عام 2011 ميلادي، وهذا البرنامج شبيه من 'تويتر و موقع اليوتيوب' بدأ سنة 2011 بالانتشار في العالم العربي، وتعني كلمة 'keek' بالانجليزي 'نظرة سريعة'، وهو شبيه وقريب أيضا من برنامج التواصل الاجتماعي 'انستغرام' والذي يتبادل فيه الأصدقاء الصور، ولكن هنا بطريقة مقاطع الفيديو القصيرة والتي لا تزيد مدتها عن 36 ثانية.
 
مع انطلاق هذا البرنامج وشهرته بين الناس وسهولة عملية التسجيل ومدتها الصغيرة، أخذ رواجا كبيرا بين الشباب والشابات حيث انتشر في العالم العربي بشكل كبير وسريع حتى بلغت الإحصائية الأخيرة ما بين 30 إلى 44 مليون مستخدم، من بينهم 58 في المئة من المستخدمين في منطقة الخليج، إلا أن سلبيات هذا البرنامج قد طغت في العالم العربي بشكل كبير ومخز، حيث اخذ الشباب والشابات بتسجيل مقاطع لا معنى لها، بل وصل إلى تداول مقاطع تهدف إلى الرقص وأخرى إلى التعري وإثارة الغرائز الجنسية والسخرية من الأفراد والدول، وقد وصلت الإحصائية إلى ما نسبته 52 في المئة من إجمالي المواد تتجه إلى هذا الاتجاه وهو التعري والرقص، ونسبة 34 في المئة هدفها الاستهزاء، و12 في المئة مقاطع لا فائدة منها، وفي المقابل 2 في المئة فقط من المواد التي تعتبر مفيدة.
 
من المخجل جدا أن العالم الغربي صنع هذا البرنامج للفائدة ونشر المعلومات فيما بينهم، بينما المستخدم العربي استخدمه لتصوير أشياء اقل ما يقال عنها 'لا فائدة منها' بل وصل الأمر إلى الفضيحة وخاصة من قبل الفتيات اللاتي نشرن مقاطع خاصة بهن وفي حالات مخجلة، ولا نغفل أيضا جانب الشباب والذي بدوره يصور أشياء لا معنى لها.
المشكلة الحقيقية في هذا الأمر تتلخص في تدني المستوى الفكري لدى هؤلاء الشباب، ويصل الأمر إلى ان يصف هؤلاء ب'التافهين' من أبناء المجتمع الفكري والعربي، ومرضى النفسيين المهووسين بالتسجيلات، ويعملون على ملء هذا الأمر بتسجيل العشوائيات وارسلها على هذا برنامج 'keek' والذي يشاهده ملايين المشاهدين.
 
على الرغم من سلبيات موقع 'youtube' إلا انه ظهر بشكل أفضل بكثير عن برنامج 'keek' فقد استفاد الأشخاص بشكل كبير بعيد عن من الناحية الإخبارية والتعليمية والثقافية بل اصبح مرجعا يعتمد عليه في معظم الأمور بل موثق أساسي على الصعيدين العربي والغربي، بعكس برنامج 'keek' والذي لا يرى فائدة منه ترجى ولا عائدة منه تبقى.

القيم والتقاليد العامة بالمجتمعات العربية عامة تمنع الأشياء الرديئة الخارجة عن المألوف، فكيف بتسجيل يبقى لفترة طويلة أمام مرأى ومسمع الملايين من البشر، حتما انه شي محزن ان تكون هذه مشاهد العرب وصورتهم أمام المجتمعات الأخرى.