المحتالون يدعون الثراء ويستهدفون النساء عبر الإنترنت بقلم ايما جاكوبس
الاقتصاد الآنمارس 13, 2013, 1:50 م 853 مشاهدات 0
لن تنظر أبدا مرتين لليون هارت. فهو النقيض الدقيق للشخص الذي يلفت الأنظار. ويسر مثل هذا الوصف الرجل البالغ من العمر 39 عاما (شعر بني محمر تم قصه ليصبح قصيرا للغاية، وحليق الذقن، وبذلة لا تستحق أن يتم تذكرها على الإطلاق).
وأسوأ شيء يمكنك قوله له إنه من الممكن تمييزه من بين حشد؛ لأن هذا سيعني أنه يؤدي وظيفته محققا خاصا بشكل سيئ.
ويقول إن خطأه الأكبر سيكون لفت الأنظار إليه من خلال ارتداء زي لافت أو أن يكون له قصة شعر لافتة، أو 'التصنع'، أو 'الظهور بمظهر المتستر'.
وينقض هارت فكرة ارتداء معطف طويل له حزام على غرار المعطف العسكري، ملابس المحقق الخاص الخيالي، سام سبيد، في روايات الكاتب داشيل هاميت، مفضلا ارتداء الجينز وقبعة لاعبي البيسبول أو بذلة داكنة. ويتطلب عمل المحقق الخاص اليوم 'معرفة جيدة بأجهزة الكمبيوتر، والتقنية، وقواعد البيانات الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، والمكونات الإلكترونية، إلى جانب الفطنة التجارية.
وقد تضررت صورة هذه الوظيفة في أعقاب تحقيق ليفيسون في العام الماضي في مدى التزام المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات الإعلام. وتم تحليل أنشطة جلين مالكير المبهرجة، المحقق الخاص في أجور صحيفة الفضائح 'نيوذ اوف ذا ويرلد'. ويُزعم أنه اخترق رسائل على الهاتف لضحايا من الشخصيات البارزة مثل مساعدي الملكة. وفي مالكير، كان للقطاع زعيمه الوهمي ذو الشعر الدهني؛ ضد فتى الملصق (طفل مريض توضع صورته على ملصق لجمع تبرعات للأطفال الذين يعانون مرضه نفسه).
وبصرف النظر عن تشويه سمعة المحقق الخاص، كان للتحقيق تأثير جانبي مدهش. يقول هارت (الذي يستخدم اسمه الحقيقي، لكنه رفض التقاط صورة له) إنه تلقى إغراءات من زبائن محتملين يطلبون خدمات قائمة على جمع معلومات بشكل غير قانوني التي لم يعرفوا في السابق أنها كانت ممكنة من الناحية التقنية.
ويصر هارت على أنه يرفض مثل هذه الطلبات. فوكالته، 'إنتايم انفيستيجيشنز'، مسجلة لدى مكتب مفوض المعلومات؛ ما يعني أنه يعمل في نطاق قواعد حماية البيانات. لكن القطاع نفسه غير خاضع لضوابط، فأي شخص يرغب في تسمية نفسه محققا خاصا يمكنه فعل ذلك.
وفي سوق عمل كئيب، يؤسس عدد متزايد من الأشخاص أنفسهم باعتبارهم محققين خاصين. ويقدر ديفيد بريك، الأمين العام في 'معهد المحققين المحترفين'، أنه يوجد عدد يصل إلى ثلاثين ألف شخص يعملون في مهنة المحقق الخاص في المملكة المتحدة، ويستحق ألفان منهم فقط هذا اللقب. ويضغط كل من 'المعهد الدولي للصحافة' (آي بي آي) و'رابطة المحققين البريطانيين' على الحكومة من أجل إصدار تشريع للاعتماد المهني.
وبالنسبة إلى هارت، الأعمال التجارية نشطة. فقد تسبب التدهور الاقتصادي في طلب زائد من قبل الشركات الصغيرة مثل شركات المحاماة أو شركات البناء التي تتعقب المدينين. ويقول: 'في حين أنهم في السابق ربما تركوا المدفوعات دون ملاحقة، الآن يحاولون استرداد كل جزء'.
مع ذلك، فإن منطقة النمو الجديدة هي المحتالين باسم الحب الذين يتم الكشف عنهم بعد بحث دقيق، وهم محتالون يحاولون إقناع الأشخاص الذين يواعدوهم عن طريق الإنترنت بالتنازل عن مالهم لهم.
وقد أصدر 'مكتب التحقيقات الفيدرالية' الشهر الماضي تحذيرا لأولئك الذين يوشكون على الدخول في مواعدة لكي يتوخوا الحذر. وقد تتطور عملية الاحتيال على مدى شهور. وينشئ المحتال هوية وهمية، مع صور من 'جوجل'، و ينشئ هوية له على 'فيسبوك' و'لينكدن'، بل وربما ينشئون في بعض الأحيان موقعا يروج لأعمالهم الوهمية.
ويوضح هارت قائلا: 'إنهم يعرفون ما يجب عليهم قوله، فهم يجاملون، وعند نقطة ما سيقولون إنهم يحبونهم (الضحايا) على الرغم من أنهم لم يتقابلوا. وهم يقولون دائما إنهم وحيدون، لإظهار شيء من الضعف' يأملون في أنه سيثير الشفقة والتعاطف. وعادة، يكون لدى المحتال ما يصل إلى 15 امرأة يحتال عليهن (فمعظمهم رجال يستهدفون نساء). وهم يسجلون أنفسهم في مواقع متنوعة لتسهيل التعارف ويبتدعون عديدا من الأسماء المستعارة.
وهو يستشهد بحالة موجودة الآن، خاصة بطبيبة في السويد قلقة بشأن احتمال كون خطيبها فنان احتيال. فبعد شهرين من المراسلات عبر البريد الإلكتروني حجز هذا الشخص الذي يزعم أنه يعمل في الحي المالي بلندن تذكرة طائرة لزيارتها (وكإثبات أرسل إليها لقطة شاشة تظهر فيها التذكرة). ويبقى هناك شيء واحد فقط، فهو يحتاج إلى قرض بقيمة ثلاثة آلاف جنيه استرليني لمساعدته في مشكلة تدفق نقدي قصيرة الأجل.
وهنا استعانت بخدمات هارت. وقد اكتشف سريعا وجود شخص آخر يعيش في عنوان المراسل، وأن عنوان البريد الإلكتروني الخاص به يستخدم نظام الارتداد التابع لبروتوكول الإنترنت (أي بي)؛ ما يعني أن الجهاز الكمبيوتر الذي يستخدمه لا يمكن تعقبه.
وفي حين أن الطبيبة الآن لديها دليل، لا يكون بعض من زبائن هارت الآخرين محظوظين إلى هذا الحد. وهو يحكي عن محامية (في المحاكم العليا) تعمل في الولايات المتحدة أعطت 'صديقها' 35 ألف جنيه استرليني بعد أن أقنعها بالاستثمار في مخطط للحصول على ممتلكات. وفي هذه الحالة، فعل كل شيء لإقناعها بأنه رجل ثري، حيث يحجز في الطائرات في رحلات الدرجة الأولى، ويستأجر سيارة مبهرجة، ويشتري لها هدايا. وآخر مرة أرسل إليها رسالة كانت عندما سلمت مالها له.
ويقول هارت إنه يعمل على حالات كهذه يمكن أن تحل بسهولة من خلال البحث في 'جوجل' عن رقم الهاتف الخاص بفنان خدع مشتبه فيه واستخدام كلمة 'محتال' ككلمة للبحث.
لكن عمله يتضمن فحص جبال من الأوراق. ويقول إن الوظيفة تتطلب أيضا 'طبيعة لديها قدرة على التقدير، والتعاطف، والرعاية'.
'إذا تم الشك في محتال أو شريك آخر ستكون في حاجة لأن تكون لبقا جدا عند تناول الموضوع؛ لأن الزبون قد يكون نمت لديه مشاعر اتجاه هذا الشخص حتى وإن كان لم يكن قد قابله شخصيا. وفي معظم الحالات، يكون المحقق هو الشخص الثالث الوحيد الذي ربما يكون على علم بالعلاقة التي حدثت من خلال الإنترنت؛ لذا سيتوجب علينا احترام مشاعرهم'.
والاقتراب من مثل أولئك المحتالين يجعله يشعر بالكآبة جدا. ويقول معلقاً: 'من الصعب أن تخرج من مهمتك اليومية وتتعامل مع الجميع بناءً على مظهرهم. ومن الصعب للغاية أن تتوقف عن التفكير في الأمر في الليل'.
وهو ممتن لأن لديه علاقة بدأت منذ فترة طويلة وليس خارج نطاق المواعدة. وإذا كان كذلك، يأمل في أن تكون صعوبات طريقه، حيث ازداد خبرة خلال 14 عاما من العمل في هذا المجال، وعمل قبل هذا في قسم الاحتيال في متجر 'هارودز'، ستجعله أكثر حكمة من الزبون المتوسط لديه. وتشعر واحدة من النساء اللاتي يدخلن في مواعدة من خلال الإنترنت بالقلق من أن تكون ضحية لخدعة، فتعاقدت مع هارت لكي يقوم بتحقق روتيني من خلفية جميع الرجال اللذين تتصل بهم.
ويقول إنه يقوم بعمل لا تهتم به الشرطة. ويقول شارحاً: 'بعض الزبائن أبلغوا الشرطة، لكن في تسع حالات من بين 10 حالات لم يكن لديهم رغبة في المعرفة. فهم لديهم أمور أهم من القلق بشأن شخص فقد ألفين جنيه'.
ويفضل العمل الخاص بالمواعدة أكثر من المراقبة. ويقول: 'أنا لا أحب الجلوس في السيارة للنظر للباب الأمامي لمدة 10 ساعات'. ومع ذلك، فإن صبره العنيد هو ما يجعله جيدا في وظيفته. و يقول: 'أنا أحب الوصول إلى أعماق الأمور'.
رومانسية الجريمة
يعتقد ليون هارت أن جرائم الاحتيال باسم الرومانسية تُنفذ إلى حد بعيد من قبل النيجيريين الذين يستخدمون هويات مزيفة، وغالبا ما يدعون أنهم رجال أعمال أو موظفون في الحي المالي بلندن ناجحون من البيض. ويقول إن هذا هو تماما النسخة الأخيرة من جريمة الاحتيال '419' التي تحتال على الأشخاص وتجعلهم يدفعون مالا مقدما لتأمين فائدة مالية في تاريخ لاحق.
ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالية، فإن متوسط الخسارة المالية في الولايات المتحدة من مخططات الرومانسية هذه تتراوح ما بين فئة نطاق المال الأقل من 15 ألف دولار ونطاق المال الأكبر من عشرين ألف دولار، وهو ما يبلغ ضعف ما كان عليه في العقد السابق. ومع ذلك، تذكر وكالة الجريمة أن معظم الخسائر لا يتم الإبلاغ عنها بسبب الوصمة المرتبطة بالجريمة. ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالية إن الضحايا يكونون غالبا من النساء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 و59 عاما واللاتي يعتقدن أنهن في علاقة حقيقية.
تعليقات