القيادات الشابة حاجة واستثمار بقلم عبدالمحسن بن إبراهيم البدر

الاقتصاد الآن

1007 مشاهدات 0



 

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن التغيُّر على مستوى قيادات بعض المؤسسات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بالمشهد الاقتصادي المحلي. ويبدو أن ذلك الطرح جذبنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الحديث عن التغيير في القيادات الحكومية الأخرى التي نجد في بعضها روحاً ودماء جديدة شابة، وبعضها أصبح مضرب المثل لما يمكن أن تحدثه الروح الشابة من تغيير إيجابي يتوافق مع تغيرات المرحلة؛ ليطرح الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى لتغيير مفهوم نظرية الرجل الواحد، وكذلك ليفتح الباب أمام جيل الشباب؛ ليكمل المسير بنظرة أكثر واقعية وإلمام أكبر بالمتغيرات المحيطة. نعم؛ فالمرحلة تتطلب دماء جديدة متقدة؛ لنقلنا إلى الخطوة المهمة في تاريخنا الاقتصادي. هذا الطرح يأتي ونحن نشهد أمثلة على أرض الواقع لإدارات شابة نقلت عمل بعض الدوائر الحكومية من البيروقراطية إلى الإنتاجية، ومن المركزية إلى تطبيق أعمق لعمل الفريق الواحد الذي يصب في نهاية المطاف في مصلحة الجميع.

وعندما نقول إن المرحلة الحالية تُعد أفضل فرصة للتغيير الإداري فإن هذا الاعتبار يأتي بناء على متغيرات كثيرة يحملها العصر، وتتطلبها المرحلة. فالانفتاح الاقتصادي اليوم يأتي بعد طفرة اقتصادية غير مسبوقة على المستوى الداخلي، وأزمة اقتصادية عالمية قد تعصف بمراكز القوى فيها، وكذلك انفتاح وتغيرات كبيرة في الاقتصاد العالمي تجعل هناك حاجة لقيادات شابة تدرك حقيقة المتغيرات، وتملك الدينامكية المطلوبة للتغيير للأفضل. والأهم من ذلك كله استغلال تلك العوامل وفق رؤية واضحة مستمدة من الرؤية الكاملة للقيادة العليا لجعل التقدم والتطور أكثر استدامة وأكبر مردوداً.

إن هذا الطرح ليس نداء للتخلي عن قيادات الخبرة التي قادت القطاعات الحكومية خلال الفترة الماضية، بل بالعكس، هو امتنان لتلك الجهود، وامتداد لذلك الجيل الذي أفنى حياته العملية في سبيل البناء وفق احتياجات تلك المرحلة، وهذا لا يعني بأي شكل الاستغناء النهائي عن تلك الخبرات, بل هي الحاجة إلى خلق تناغم بين تلك الخبرات القيمة مع دماء شابة تدرك احتياجات المرحلة، وتستفيد من التجارب السابقة بهدف وحيد، هو الارتقاء بهذا الوطن الذي يمر بفترة تاريخية استثنائية. وجزء لا يتجزأ من تلك الاستفادة هو إعطاء الفرصة لجيل الشباب؛ كون النجاح الذي حققه بعض أسماء تلك الفترة هو بسبب توليهم مناصب عليا خلال فترة شبابهم.

إن تغير الظروف وتغير الاحتياجات يجعلان من الضرورة فتح المجال لقيادات وطنية مؤهلة، تجعل تغيير للأفضل وفق استراتيجيات واضحة وإدارة حديثة، تسخر هذا الزخم الاقتصادي الذي تعيشه المملكة إلى تنمية مستدامة تخدم مستقبل الوطن، وتضع الخطوات المهمة للوصول إلى الأهداف التي تتناسب مع طموحات الوطن.

 

 

الآن:الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك