لماذا لم يعتذر 'بوغيث' للكويت؟.. خليل حيدر متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2013, 12:55 ص 870 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / هل يعتذر 'بو غيث' للكويت.. والعالم؟
خليل علي حيدر
كلنا نتساءل اليوم، عن دوافع «سليمان بوغيث»، لأن يفعل بنفسه مافعل!
كلنا نتذكر الآن تلك الليلة التي ظهر فيها على شاشات التلفاز في العالم كله، ناطقا اعلاميا باسم «تنظيم القاعدة» بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وغيرها، والتي قتلت الآلاف في انهيار المركز التجاري وفي انفجار الطائرات. كلنا نذكر كذلك ايمانه المطلق بالجريمة النكراء للقاعدة دون ادنى التفات الى الضحايا البريئة من سكان ومراجعي المبنى، ورجال مكافحة الحرائق والحرس والنساء والاطفال والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة واتباع مختلف الاديان ممن كانوا بين الضحايا في ادوار المبنى، وسقطوا بين حجارته وحديده وزجاجه وغباره.. قتلى ممزقين شر ممزق.
لم يكتف تنظيم القاعدة من خلال ناطقه الرسمي «سليمان بوغيث» بجريمة 11 سبتمبر المروعة، بل حذر من هجمات مماثلة، وهدد كل من يسكن المباني الشاهقة بنفس المصير.
هل كانت عملية سبتمبر 2011 هدية سليمان الى الولايات المتحدة في الذكرى العاشرة لتحرير الكويت؟ ألم يمت احد من الجنود الذين حرروا الكويت او احد اقاربهم في انهيار المباني او تفجير الطائرتين؟ ام فكر سليمان قليلا في الاحراج الذي سببته هذه العملية اجتماعيا وسياسيا للشعب الكويتي كله ولمكانة الكويت الدولية وعلاقتها بالولايات المتحدة وبتهديد نظام صدام لبلاده يومذاك؟
كم من الخطوط الحمراء، من دينية ووطنية وانسانية وشخصية واجتماعية وغيرها، اخترقها وداسها بكل جرأة، كي يكون الناطق الاعلامي الرسمي لتنظيم القاعدة، و«يزف» الى العالم كله الاخبار والتحذيرات التي تحمل للابرياء الدمار والموت؟
سنضع كل هذا جانبا ونتساءل: لقد مضت اكثر من عشر سنوات على تفجيرات نيويورك، وعانى العرب والمسلمون من نتائجها ما عانوا، وخسروا في سمعتهم ومصالحهم ما خسروا، فلماذا لم نسمع للمتحدث باسم القاعدة اي عبارة اسف او تصريح ندم؟ ثم انه رأى نظام طالبان يتهاوى في افغانستان، ورأى نفس الجماعة التي تدعي التدين والجهاد، تقتل الرجال والنساء الافغان في الاسواق، وتنسف المباني وتحرق المدارس، وترش المواد الحارقة في اوجه النساء، وتختطف الأبرياء وتقتل المواطن والوافد، ولم يجد سليمان في كل هذا ما يستدعي النطق بكلمة نصح او تحذير.
وانتقل مع زوجته، ابنة اسامة بن لادن، الى ايران، او ربما انتقل وحده، وعايش ربما كل اخبار تفجيرات القاعدة في مدن العراق وسكانه، التي قتلت الآلاف وجرحت عشرات الآلاف، وجعلت مدن العراق وقراه مأوى للايتام والارامل، ولم نسمع انه حذر القاعدة من قتل الشيعة او السنة، او انه اعلن براءة القاعدة من جرائم «ابو مصعد الزرقاوي» وقادة الارهاب.
لماذا لم يكتب طوال هذه السنين كلمة اعتذار واحدة لابناء وطنه، تُنشر في الصحافة الكويتية، او يدبر تهريب فيديو او شريط يعلن فيه ندمه وتوبته وتحمله لمسؤولية قراره وخطأ جرائم القاعدة التي امتدت الى الرياض والجزائر والمغرب وكل العالم الاسلامي؟
كل من يسيء الى دولته وشعبه اساءة بهذا الحجم يشعر بوخز الضمير وتحرك الشعور الوطني او الواعز الديني. لقد مات الكثيرون في 11 سبتمبر، وقتل الآلاف ولايزالون على يد القاعدة وفروعها وخلاياها النائمة.
واليوم والرجل معتقل في السجون الامريكية تمهيدا لمحاكمته في جلسة 8 ابريل 2013 كما جاء في الصحف، تتعرض سمعة الكويت والعرب والمسلمين من جديد.. لامتحان عسير!
ولو كان الرجل قد اعلن ندمه، او اعتذر من قبل، لبلاده وللعالم المتحضر عن الدور الذي قام به، لكان اليوم في وضع افضل.
تعليقات