د. حسن جوهر يكتب عن عقدة الريش!!

زاوية الكتاب

كتب 2067 مشاهدات 0


الجريدة

عقدة الريش!

د. حسن عبد الله جوهر

 

مشكلة من يشعر أن على رأسه ريشة يحاول أن يتحسسها في كل مناسبة أو من غير مناسبة، والمشكلة الأكبر لو كانت هناك عقدة من هذه الريشة!

ذكرت في لقاء تلفزيوني بأن هناك تذمراً واسعاً من مجلس الصوت الواحد بين بعض نوابه إلى درجة التفكير في الاستقالة من هذا المجلس الصوري، الأمر الذي أعلنه أكثر من عضو علناً وتحت قبة البرلمان.

وانتقاد هذا التحليل أو تكذيبه أو تنفيذه أمر مشروع في إطار الرأي والرأي الآخر، ولكن تبقى حدود الخطاب انعكاساً لثقافة وبيئة صاحبه، وأعترف وبكل شرف أني لا أضاهي مستوى بعض أصحاب اللسان الزفر، عسى أن أقتدي بذلك بنبينا الكريم وآله الأطهار وتربية الوالدين.

وتحليل انتقاد المجلس الصوت الواحد نابع من جملة من الرؤى التي حذرنا منها، وفي مقدمتها تحويل المؤسسة التشريعية إلى أداة طيعة منزوعة الأنياب والأظافر السياسية وإفراغها من أي مضمون، والأمر الذي أكدته تجربة الشهور القليلة الماضية.
ويبقى من حق أعضائه الدفاع عن أنفسهم وتنفيذ انتقادات المعارضين لهم بالأداء في قاعة المجلس وليس عبر الردود المنفعلة والمتوترة التي تعكس عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على تحريك ساكن رغم كل الوسائل الدستورية المتاحة لهم.

ومثال نتف الريش الذي زعّل البعض ممن حشر أنفه دون أن يكون له أي ذكر أصلاً كالعادة فيحسب كل صيحة عليه، وراح يتحدى ويهدد، رغم أنه صاحب مقولة 'انتف الريش' كشعار انتخابي، ولكن بخيبة كبيرة وفي مجلسين متعاقبين، فراح يفتخر بغيره ممن نتف هذا الريش كالقوات الخاصة ضد شباب أعزل، أو ناخبي الدائرة الأولى، ومثل هذا المدح إن كان مستحقاً يكون لهم، فهل صرت من جيب غيرك محسناً؟
أما المكابرة في المطالبة بأدلة تثبت أن ريشه هو الذي تم نتفه فتدعو إلى الشفقة، ففي المجلس المبطل كان منتوفاً بالكامل، وقد يكون معذوراً لوجود أغلبية ساحقة لم تمكنه من التنفس، بل إن بعض زملائه كانوا يتساوون معه مضموناً في المقدار لكن يختلفون معه في الاتجاه.

أما في مجلس الصوت الواحد، فأول من نتف ريشه ومعظم زملائه هي الحكومة، ليس فقط بفرض ترحيل استجواباتها على ظهره بخزّة عين، إنما بما قاله أحد الوزراء عنه وزملاءه 'لا يكون مصدقين نفسكم نواب'؟ بينما وصفهم آخر بـ'مجلس بو ربع لا يستحق الاحترام'!

وبحسب قراءتي السريعة فإن عشرة على الأقل من زملائه وصفوه ومن معه من النواب الوديعين والمطيعين بأنهم، ومع كل الحشمة والتقدير للجميع، بالطراطير والانبطاحيين وفي جيب الحكومة ممن لا يهشون ولا ينشون وما ينلام فيكم ضمير الأمة، وأترفع عن ذكر بقية الشتائم النتنة، وسط صمت القبور من جانبه، فهل هذه شواهد على واحد ينتف ريشا أم من تحول إلى تيش بريش؟

ونصيحة صادقة فإن النائب يفترض أن يكون هو من يتحمل النقد ويتحلى بسعة الصدر، وخاصة عندما يكون في سنة أولى سياسة فالمشوار طويل أمامه.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك