عن ليلة القبض على الإصلاح!.. يكتب محمد الرويحل

زاوية الكتاب

كتب 131 مشاهدات 0


عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  ليلة القبض على الإصلاح!

محمد الرويحل

 

منذ نشأت الخليقة وهناك صراع مستمر بين الخير والشر وبين الإصلاح والفساد لذلك من يعتقد أن طرفا الصراع يمكن لهما أن يتهادنا أو يتفاوضا لوقف هذا الصراع فهو مخطئ ، وما أن ينتصر طرف على الآخر في موقع ما ستجد للطرف الخسران مواقع أخرى تنمو وتزدهر حتى تبدأ معركة جديدة لا بد لأحدهما أن ينتصر بها وهكذا تستمر الحالة الى ما لا نهاية وتستمر الحرب بين الإصلاح والفساد..

وعادة لا يمكن أن يستمر انتصار طرف ما على الآخر فجولة تكون لصالح الإصلاح وأخرى يكون الفساد هو المنتصر ، والغريب في الأمر أن ينتصر طرف ما في كل الجولات وهو ما نراه حاصل هنا وبحالة غريبة لم تحدث حتى في الدول المتخلفة والقمعية ، أو حتى في الدولة المتحضرة والديمقراطية فالإصلاح بها يخسر أمام الفساد أحيانا لكن أن ينتصر طرف على الآخر ويستمر في انتصاراته كحالتنا فهذا أمر مستغرب واستثنائي لا يمكن تفسيره ..

ويعلم الجميع بأن محاربة الفساد واجب شرعي ووطني بل وجهاد واجب على كل مواطن حريص على دينه ووطنه وأمته ولأن الفساد آفة تأكل كل ماهو جميل وبه منفعة للوطن وللمواطن لذلك نجد أن المفسدين استطاعوا التغلغل لمواطن السلطة والسيطرة عليها حتى يستطيعوا خوض حروبهم مع المصلحين الذي عادة ما يكونوا أكثر عددا بينما المفسدون عادة ما يكونوا قله ولا يستطيعوا مواجهة هذا العدد من المصلحين الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن وسائل عدة من أهمها كما ذكرت الوصول الى السلطة وغيرها من الوسائل ليتمكنوا من غلبة تلك الاعداد الكبيرة من المصلحين ..

ولأننا في زمن الفساد والمفسدين وفي ظاهرة غريبة معها الفساد منتصر في كل جولاته فلا عزاء ليودع الإصلاح والمصلحين في السجون والمعتقلات ، ولا غرابة أن يلقى القبض عليهما وتشوه سمعتهما ويروج لهما بتهم مغلفة ومصطنعة ..

يعني بالعربي المشرمح نحن نمر بظاهرة غريبة وعجيبة لم يمر بها أي مجتمع فلا يمكن أن ينتصر الفساد في كل جولاته على الإصلاح والأمر كذلك بالنسبة للإصلاح لا يمكن أن ينتصر دائما وهذا الأمر الذي يدعو للغرابة والتعجب لذلك لا تفسير يمكن أن نسقطه على حالتنا الا أن نقول بأن الإصلاح قد اعتقل وزج به في السجن ليكون للفساد مساحة أكبر يخوض معاركه بكل يسر ويصول ويجول دون مقاومة تذكر لذا كان عنواننا«ليلة القبض على الإصلاح» الذي أعتقد أنه قد لا يخرج من معتقله ما لم تكن هناك جهود كبيرة وتوافق بين دعاة الإصلاح وغيرهم لفك أسره وإلا فالفساد سيستمر بتدمير ما تبقى لنا من أركان الدولة ..

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك