العرف الاجتماعي قادر على ما لا تستطعه القوانين.. هكذا يعتقد ناصر بهبهاني

الأنباء

نوافذ  /  فكرة قابلة للدعم

د. ناصر بهبهاني

 

الفكرة التي طرحها النائب حسن جوهر، والمتمثلة في إقامة حوار وطني يجمع كل الفرقاء، تعد فكرة عملية إلى حد كبير، ذلك أن اللجوء إلى المحاكم قد يحل مشاكلنا قانونيا، ولكن ما نحتاجه هو الحلول القلبية والصفاء الروحي والتلاحم الإنساني، كذلك فإن معالجة القضايا العالقة والمصيرية تحت قبة البرلمان، على شرعيتها، لكنها حتى الآن لم تقدم ولم تؤخر شيئا، بل إن أبسط من هذه القضايا المصيرية، غالبا ما تتعثر بل وقد تتفاقم لتصبح مثل كرة الثلج حين يتم طرحها في المجلس، لأنها تتشابك مع مصالح شخصية وفئوية، فتزداد تعقيدا.

في السنوات الماضية، كان العرف الاجتماعي يعد عنصرا مهما في العلاقات بين المجلس والحكومة، وقد سبق أن روى وزير الإعلام السابق د.أنس الرشيد كيف حل والده المرحوم حين كان نائبا، مشكلة استجواب بينه وبين أحد الوزراء بلقاء اجتماعي فانتهت المشكلة بإلغاء الاستجواب، والعكس حصل مع د.أحمد الربعي حين كان وزيرا وحل مشكلة استجواب مع أحد النواب بلقاء مماثل.

المعنى الذي نسير في إطاره، هو أن العرف الاجتماعي قادر على أن يقوم بما لا تستطعه القوانين والتشريعات، بدليل اعتراف بعض القوانين بهذه الأعراف، ولكن يجب أن يتم التخطيط جيدا لهذا الحوار تحت مظلة حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله، ومن ثم الخروج بتوصيات ملزمة لكل الأطراف، ولجان متابعة وتنفيذ، وليس مجرد جلسات بروتوكولية ذات طرح نظري، ومن الأفضل أن يتم اختيار الشخصيات التي تتحاور فيما بينها بشكل دقيق، وأن تكون ممثلة لأكبر شريحة من الفئة التي تحكي باسمها، ولديها قبول، ولا مانع من مشاركة الشخصيات الإشكالية، وهنا نأمل من هذه الشخصيات أن تتحلى بالموضوعية وتعتبر أن سقف الوطن هو السقف الوحيد الذي نتفيأ تحت ظله جميعا مهما اختلفت منابعنا.