يوسف عثمان المجلهم يكتب عن «النائب الراديو» الذى يعمل بالبطارية أو بالكهرباء أو لديه وكيل معتمد ..حسب قدراته المالية
زاوية الكتابكتب مايو 15, 2008, منتصف الليل 437 مشاهدات 0
النائب الراديو
«بعضنا» يعشق الاستماع للراديو لما فيه من «مرونة» غير متوافرة في جهاز التلفاز.. فيمكن سماع الراديو في اي مكان.. في السيارة.. على الرصيف.. وحتى قبل فترة النوم في غرفة مظلمة.. ويمكن للمستمع ان ينتقل بين محطاته المختلفة.. فبامكانك الاستماع للبرامج الاخبارية والدينية والثقافية وحتى سماع الاغاني الاصيلة والمتعة وسماع النكت وتعليقات المستمعين وسماع الشعر.. فعلى حسب رغبة المستمع يستطيع ان يحدد محطته المرغوبة.
في هذه الايام يطل علينا «النائب الراديو» فهو يتكلم على حسب رغبة الرواد المتواجدين في ندوته او في الديوانية، ففي الندوات المخصصة للنساء هو نصير المرأة التي ظلمتها الحكومة واغتصبت حقوقها السياسية والاجتماعية.. ولكن له رأي اخر عندما يكون الحديث في ديوانية لا تصل اليها المرأة، فهو يرى ان علينا قبول الديموقراطية بايجابياتها وسلبياتها، ومن هذه السلبيات اعطاء المرأة حقوقها السياسية وهو مع تجنيس البدون، حيث اهدرت كرامتهم وذلك في ندوة تعقد في الدائرة الرابعة او الخامسة.. وهو يطالب الحكومة بالتريث في تجنيس البدون اذا كانت الندوة في الدائرة الثانية او الثالثة.. وهو ضد ارتقاع الاسعار وعلى الحكومة ان تتدخل حتى في تحجيم التاجر الذي يعيش على دماء المستهلكين.. وهو مع اطلاق آلية السوق.. والخصخصة اذا كان الحديث يدور في احدى قاعات غرفة التجارة والصناعة.
وهناك انواع من نواب الراديو شبيهة بالراديو.. فمنهم يعمل على البطارية.. اي وفق امكاناته.. وبعضهم امكاناته كبيرة ولا توجد لديه مشكلة مالية فهو يعمل بالكهرباء.. ومنهم لديه (وكيل معتمد) يتكفل بجميع حملته الانتخابية.. وعند خسارته فهو يمكن صيانته واصلاحه في الوكالة من خلال تعيينه عضوا في مجلس ادارة لاحدى الشركات التي يملكها الوكيل فهو تحت الكفالة لمدة خمس سنوات.. وكفالته اقوى عندما «يكون وكيل الراديو هو الحكومة» الم تسمع عن نواب ووزراء اصبحوا رؤساء مجالس ادارة لشركات تابعة للهيئة العامة للاستثمار.
افضل طريقة لكشف النائب الراديو هو دعوته لندوة يحضرها الرجل والمرأة.. والبدون والكويتي.. الحضري والبدوي.. السني والشيعي.. التاجر والمستهلك.. عندها سيجد النائب الراديو صعوبة ان يتكلم بعشر «محطات اذاعية في آن واحد» لانه تعود على محطة اذاعية واحدة ثم ينتقل الى الثانية.. عندها سيصمت.. وعندما يطالبه الحضور بالحديث ستظهر فوق رأسه دائرة كتب بداخلها «انقطع الارسال» ولان «بعضنا يعشق» الاستماع للراديو فسوف يصل بعض نواب الراديو للمجلس.. الم تسمع الى صراخهم في كل مناسبة وبدون مناسبة؟
يوسف عثمان المجلهم
تعليقات