القائد سعد كما عرفه أبناؤه العسكريون

محليات وبرلمان

كان رجل دولة وقائد عسكري من طراز فريد

1048 مشاهدات 0



إن رجل الدولة Statesman كما تقول كتب السياسة والحكم هو القائد و السياسي المبدع الذي يتمتع بعقلية الحكم و إدارة شؤون الدولة ومعالجة المشاكل والتحكم في العلاقات الخاصة والعامة ورعاية شؤون الأمة بقلب الوالد لا بقلب المسيطر المتسلط ،هذا هو رجل الدولة،وهي قدرات جللت شخصية المغفور له بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح .
على أبناء شعبة كان رجل دولة في رقة الحرير بابتسامته السمحة، لكن تقليب صفحات تاريخ الكويت الساخنة يظهر سعد العبد الله على النقيض من ذلك، قاسيا كالصخر ملتهبا كلهيب الحديد في   الأيام العابسة.
 في توصيف رجل الدولة نجد الشرطي السياسي والقائد لمن يحق له نيل شرف  مسمى رجل الدولة ولن نتطرق للجانب السياسي في حياة سعد العبدالله لكننا سنتحدث عن سعد القائد ، كما عرفه رجاله العسكريون في الكويت كوزير للداخلية والدفاع وكولي للعهد ورئيس لمجلس الوزراء .
  ففي أزمة قاسم  1961 ضحى يوم الاستقلال، كان في شرخ الشباب عندما التقط  الميكرفون في صورة مشهورة، ليبث الطمأنينة في قلوب أهل الكويت الذين تجمهروا يبحثون عن كلمة تهدئ من روعهم الذي أثاره صوت محركات دبابات عبد الكريم قاسم على حدود الكويت .
و في 25 مايو 1985م حينما اعترضت مجموعة إرهابية موكب المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ  جابر الأحمد ودمرت موكبه في عمل جبان،و استشهد اثنان من أفراد الحرس الأميري وجرح أحد عشر رجلاً آخر واختلطت الأمور بضبابية موحشة ، خرج فارس الكويت سعد العبد الله ليخطب في الجماهير ويطمئنهم على سلامة أمير البلاد متوعدا من نفذ الاعتداء بالعواقب الوخيمة لتستقر السكينة في كل بيت.
 وفي عام 1968م، وبعد هزيمة حزيران، وكردة فعل على أزمة جديدة، عقدت المؤسسة العسكرية اجتماع كبير مع معالي وزير الدفاع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ،و وضعت خطط كبيرة وطموحة لتسليح الجيش الكويتي وزيادة منتسبيه،وإقامة معسكرات جديدة،ووضع تنظيم حديث،وبالفعل تم إنجاز هذه الخطط، وكانت فكرته إقامة جيش مكون من فيلق مجحفل ذي ثلاث فرق كما هو الحال في الجيش العربي في الأردن .و كان ذلك موقف قفز بالجيش تسليحا وتدريبا وتنظيما قفزة هائلة  أدخلته مصاف الجيوش الحديثة.
أما الموقف الأخر فكان إصراره على إعطاء العسكري الكويتي حقه ليس في المكاسب المادية من راتب وترقية بل الأمور الحقة التي تستحق أن ينالها ، وليس أعظمها إلا المشاركة في تحرير بلده .فقد كانت الأمور تسير على جبهة تحرير الكويت عام 1991م على نحو يعطي دول التحالف النصيب الأكبر من عملية تحرير الكويت ، إلا أن سعد العبدالله فهم ما يكان يدور في عقول أبناءه العسكريين فترجمها  عملا عندما خاطب قائد القوات العربية الفريق الركن خالد بن سلطان وهو يشد على يده : 'أريدك أن تعدني بأن يكون الجنود الكويتيون في الخط الأول عندما يحين الوقت لتحرير الكويت' وهذا ما حصل حيث كان للقوات الكويتية شرف دخول العاصمة قبل غيرهم حين بذلوا الجهد مضاعفا ليحققوا رغبة سموه . ثم ليسدل الستار على تلك الأيام في 26 فبراير 1991  بإعلان الأحكام العرفية وتعيين رجل المهمات الصعبة المغفور له الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله حاكماً عسكرياً،قاد القوات المسلحة التي مثلت جميع الادوار المدنية للدولة ،حيث نجح سموه في بث الطمأنينة في قلوب المواطنين والمقيمين.
اللهم أن عبدك سعد العبدالله السالم الصباح  قد قبضت روحه وانا من رعيته وانأ أشهدك أنى لا اطلبه شيئا وان كان لي عنده حقا فانى أشهدك انى حللته وأبحته، اللهم تجاوز عنه واجعل الفردوس داره.
 
رحمك الله ياسيدي...
بقلم عسكري كويتي متقاعد-الكويت

تعليقات

اكتب تعليقك