جامعة القاهرة اختتمت مؤتمرها الدولي

شباب و جامعات

بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم

1396 مشاهدات 0


اختتمت جامعة القاهرة مؤتمرها الدولي الذي عقدته بعنوان ' القيم في الأديان ' بالتعاون مع جامعة دوشيشا اليابانية بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم  عارضا ً العديد  القضايا ومنا قيم الاخلاق والعدل والمساواة في العهد القديم والقرآن حيث مثل  الجامعة العربية المفتوحة  الدكتور محمد عبده المشد  في  ببحث تناول  ' القيم الخلقية في الشعر الإسلامي 'لاسيما وان المشاركة  الجامعة المفتوحة هي  المشاركة الوحيدة من دولة الكويت.

هذا وعرض الدكتور محمد المشد  في بحثه المقدم  ' القيم الخلقية في الشعر الإسلامي ' مؤكدا  أن القيم الخلقية العربية هي مجموعة القيم المعبر عنها بمكارم الأخلاق: كالشجاعة، والوفاء،  والكرم، والعفة ... وغيرها ، وهي قيم ينماز بعضها عن بعض، ويتصل بعضها بالآخر ، وهي نموذج لقاعدة سلوك يتميز بها المجتمع العربي بشكل عام، والأفراد بصفة خاصة ، كل حسب مدى التزامه بهذه القاعدة لاسيما و ان المجتمع العربي عاش قبل الإسلام في ظلال منظومة من القيم الملائمة لطبيعة الحياة الجاهلية، وهي منظومة فرضها هذا المجتمع وفق حاجاته ورغائبه آنذاك، وجعلها قوانين تسير على أفراده وفق واقع يحيونه، وكانت المعيار الذي ينظر من خلاله المرء إلى نفسه ، وإلى مجتمعه من حوله ، ثم جاء الإسلام حاملا معه فهما جديدا للإنسان، فكان حتما لهذه المنظومة الخلقية أن تساير هذا الفهم الجديد، بيد أنه لم ينسفها برمتها، وإنما عمل على إتمامها.

واوضح د. المشد  أن من يتأمل في مقاصد الأوامر والنواهي الإسلامية، ويتغلغل في أسرارها عرف أنها ترمي إلى غرض واحد هو طهارة النفس، وكمالها الإنساني الذي تسعد به في الدارين، ويؤكد ذلك قول الله تعالى في سورة العصر (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ؛ ففلاح الإنسان منوط بسلامة عقيدته وصلاح أعماله ومتانة أخلاقه  ، كما جعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكارم الإخلاق هي الغاية من بعثته الشريفة حيث قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، وإتمام تلك المكارم لم يكن يعني إضافة قيم أو إلغاء قيم بقدر ما كان تعديلا في مفهوم منظوم القيم العربية القديمة لتكون أكثر انسجاما مع الواقع الإسلامي الجديد ، لذا فكلمة الأخلاق مرتبطة بالسلوك الإنساني، كما أنها لا تكتسب النموذجية إلا حين تتصل بالإسلام؛ لأنه وحده هو الذي يمنحها الامتداد والاتساع؛ حيث إنها موصولة بالكمال الإلهي المطلق المتصف بهذه الصفات.

واستذكر د. المشد ان الشعر العربي احتفى منذ  العصر الجاهلي بمكارم الأخلاق، وسعى إلى تجسيد القيم الخلقية التي تظهر في سلوك أفراد هذا المجتمع من كرم، ومروءة وشجاعة، وحماية للجار ... أما بعد الإسلام فقد ازداد احتفاء بها التزاما بواجب الانتماء إلى الدين الجديد الذي أولى الأخلاق منزلة سامية، ويكفي أن نبي الإسلام لم يبعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق ، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدارسة المتواضعة للوقوف على أهم القيم الخلقية في الشعر الإسلامي، وقد قصرتها على عصر صدر الإسلام فقط لما لهذا العصر من أهمية في التاريخ الأدبي عند العرب؛ لأن معظم شعراء هذا العصر قد عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من عايشه فنهلوا من معين الإسلام وأخلاقه سواء من القرآن الكريم أو من السنة النبوية المطهرة ، ونظرا لطبيعة الدراسة فقد اقتصرت على القيم الخلقية الأكثر شيوعا ووضوحا لدى شعراء تلك الفترة من مثل الشجاعة ، والصبر ، والوفاء، والكرم ، والعفة، والتقوى ، والتآخي في الدين ، والعدالة، وقد حاولت الربط بين كل قيمة من تلك القيم وبين الإسلام بوصفها نابعة من مبادئه السامية التي يتحلى بها أبناؤه، وتعمل على ارتقاء مجتمعهم الجديد الذي يسهمون في بنائه.

ولفت د. المشد  انه لكي يتحقق المجتمع الإسلامي المنشود نهى الإسلام عن القبلية بكل أشكالها، وحذر من العصبية بوصفها عنصرا هداما في المجتمع الجديد، ونهى عن التفاخر بالأحساب والأنساب، ودعا إلى التواضع ، وجعل التمايز بين الناس بالتقوى وحسن الخلق، كما دعا الى الصبر والتسامح والعدل والإحسان وكل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسان ويوصله إلى السعادة في الدارين، مما كان له أكبر الأثر في نفوس الشعراء المسلمين آنذاك؛ فنهلوا من معينه الذي لا ينضب.

وقد سجل الشعراء المسلمون هذه القيم جميعها  شعرا ما زال يتردد الى الآن , شاهدا على ابداعهم ومدى اعجابهم بهذه القيم والمعانى الغالية التى نادى بها الأسلام منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا من الزمان , حيث جاءت رسالة الاسلام انسانية عالمية , تحمل من القيم الاجتماعية والروحية والعقلية التى تهدف فى نهاية الأمر الى اسعاد الانسان , وتحقيق الأمن والأمان له , ليتعايش مع غيره  فى طمأنينة وسلام.

الآن - المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك