'إنما المؤمنون إخوة' وترسيخها في المجتمع

محليات وبرلمان

3937 مشاهدات 0


من أهم ما يتكون به المجتمع الإسلامي من ترابط اخوي وديني هو قانون الإخوة والحب الخير لكل إنسان، وهذا المبدأ يترسخ وينطلق من قوله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات (الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون).

وبهذا القانون تنطلق مقومات المتجمع الصالح وحب الخير لكل مسلم لأخيه المسلم، ولا يخفينا قوله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا) ويشير إلى صدره ثلاث مرات (بحسب أمري من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.

ومن منطلق الإخوة الإسلامية فهناك نقاط أحببت ان أضعها أمامكم ليتسنى لنا معرفتها ومعرفة حق المسلم على أخيه المسلم أولها عيادته إذا مرض فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟' رواه مسلم، وثانيها تقديم النصيحة له، ومساعدته في أمور الحياة كلها، والرابعة الحب في الله والتباغض فيه، ففي الحديث الذي صححه الألباني، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحبَّ لله، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) رواه احمد.

ويتجسد هذا الأمر عندما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين، وأصبحوا إخوة في الدين والدنيا، وكانوا كالجسد الواحد حتى فتح الله على أيديهم البلاد ورزقهم كل خير، كما وضح النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ المحبة وطريقتها حيث قال في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.

كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الظن والغيبة فإنها كسوس تنخر في المجتمع وتخلق التباغض والكراهية في المجتمع، قال الله تعالى في سورية الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، ففي هذه الآية يتحدد فيها دور المجتمع والابتعاد عن الظن السوء والغيبة وتنابز التي فرقت المجتمع.

وفي الختام يجب علينا ان نرسخ مبدأ عام في المجتمع وان نكون جسد واحد، وان تكون هذه القاعدة هي المنطلق لنا وفي الصحيحين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

نسأل الله ان يجمعنا على محبته ان نكون كالجسد الواحد

الآن - تقرير - خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك