قطع رأس الدب الروسي في طرطوس

عربي و دولي

6497 مشاهدات 0

الدب الروسي

في ليلة من ليالي يناير 1981م طاردني دب في غابة سكويا الوطنية ' Sequoia National Park 'شمال كاليفورنيا،ولم يكن خلاصي منه جراء إتباع صيحات رفاق الرحلة :أقفز فوق سيارة... اقفز فوق أقرب سيارة  أيها البدوي اللعين' Damn Bedouin ' . فقد قفز خلفي وكنت واقفا على السقف وهو على غطاء المحرك عندما دفعني الهلع ان أضغط على فلاش كاميرا كانت بيدي فتراجع بعد ثالث أو عاشر مرة،فلم أكن أعد من الهلع، حيث استمرت حالة الصدمة لتحميني من وقع تقريع حراس الغابة بعد ان علموا من رفاقي أنني عاندتهم وتركت برميل الزبالة  المعدني الثقيل دون إغلاق فجاء الدب على رائحة بقايا الشواء .  لم يكن غلام مثلي قادم من 'خيطان' في رحلة صيد للدببة،بل برفقة أربعة من زملائي البحارة للتخييم قرب شجرة الجنرال شيرمان ' General Sherman Tree 'أكبر شجرة في العالم. فقنص الدببة يبدأ بتتبع أثرها على الارض بصبر لا يجيده كما يقول الخبراء إلا صنف نادر من الصيادين مزودين بشاحنة من التجهيزات والمعدات والأسلحة الخاصة،فالدب صيد خطر يتحمل طلقات عدة قبل ان يموت، ولم تكن  مطارداتي في الليل  لجربوع أعمش في'بر مشرف' تأهيل كاف لأصبح صياد دببه .

وقبل فترة تم تتبع أثر اقدام دب روسي من قبل الفنلنديين- ألد أعداء الروس  التاريخيين - وصادرت الجمارك في ميناء هلسنكي قطع غيار دبابات مرسلة لسوريا رغم حظر الاتحاد الأوروبي. ويؤكد سير الدب في هذا الاتجاه إعلان موسكو انها قدمت أسلحة بقيمة مليار دولار لدمشق في عام2011 م فقط . وما ذلك إلا إستمرار لدعم بدأ في 1963م حين اقيم مركز  لدعم الاسطول السوفييتي في ميناء طرطوس. وتعزز بعد توقف عقد كامل بإعادة الرئيس بوتين افتتاح القاعدة نفسها وعقد الصفقات و تقديم الخبراء وتجديد عتاد جيش بشار،كل ذلك لأسباب عدة اقواها إن موسكو تعتبر سورية نافذتها على البحر المتوسط. لكن قيمة هذه النافذة  اعمت  موسكو من تحليل نجاحات القوى المعارضة  لنظام الاسد بشكل دقيق. فقد  بدأ الجيش الحر في استهداف المطارات العسكرية وسيبدأ قريبًا في استهداف المطارات المدنية. وتكتيك  حرب الاستنزاف هذا رغم ملائمته مع مستجدات السياق الراهن إلا أنه يتطلب تحقيق أحد مبادئ الحرب وهو متابعة المطاردة لاستثمار النصر، لكن المدد الروسي ينهمر بشكل يجعل من الصعب على الثوار إدامة التماس مع قوات الاسد  للتفوق النوعي والعددي في سلاحها  .

وبحكم المنطق الداخلي للأحداث لابد من قتل الدب الروسي، فقد قادتنا آثاره الى موانئ طرطوس  وبانياس واللاذقية وحتى الموانئ غير الشرعية التي كانت خارج سلطة الدولة .لابد من توجيه ضربات لقوات الاسد التي تحمي الموانئ. وتجنيد ضفادع بشرية منشقة من قواته لبث سدود الالغام التي لايمكن الالتفاف حولها وتحتاج لوقت طويل لكسحها . أو مد الشباك لمنع السفن من دخول الموانئ . وإن تعذر ذلك فعلى الثوار قصف الموانئ  بالصواريخ والمدفعية والهاون إن لم يتوفر سواه  لتدمير أو إعطاب السفن والمراسي والرافعات. ورغم صعوبة مقاومة الاستطراد في تفاصيل التعبئة البحرية المطلوبة من الثوار والأعمال الممكنة، إلا أننا نقول للثوار اجعلوا إغلاق الموانئ أولويتكم القادمة بعد معارك المطارات .

وفي الغرب يستخدم ناب الدب كتميمة لجلب الحظ ،كما يعتقد آخرون بأن الدب لايهاجم  إنسان يضع قلادة فيها أنياب دب. وعليه فليس أمام الثوار السوريين إلا أمرين إما قتل الدب الروسي بالهجوم المباشر على طرطوس وتعليق نابه كتميمة لإرعاب الاسد. أو إغلاق برميل الزبالة  في طرطوس  وبانياس واللاذقية وعدم تركها مفتوحة  حتى لايأتي الدب الروسي بحثا عن فضلات ، كما فعل دب طارد غر بدوي قبل  أكثر من ثلاثين عاما .

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك