تسويق الذات للسلطة!!

زاوية الكتاب

كتب 2976 مشاهدات 0

المحامي مهند الساير

كنا نعرف قديماً أن هناك شخص معارض للحكومة أو شخص مؤيد لها وكذلك ينطبق على المجاميع والكتل إما يمينا أو يساراً ونادراً مانجد أحداً ملتزم الصمت والموقف المحايد بسبب عشقنا كمجتمع للسياسة والتدخل فيها والإستفادة أحياناً منها وبالتالي كثيراً مانحلل الأحداث والمواقف ونتخذ منها موقفاً ورأياً لنا وكما كان الكثير منهم أيضاً يكون معارض وبعد اغراءات معينة نجده بأحضان السلطة والعكس صحيح بأن نجدهم بسبب إبتعاد السلطة عنهم إتخذوا موقفاً مضاداً ومعارض للسلطة ، ولكي وندخل في صلب الموضوع ونكون أكثر عمقاً هناك فكراً جديد يعمل بآلية جديدة أيضاً وسواء كان هذا الفكر ممثل بشخص أو يكون ممثل بمجموعة قد همشوا من قبل السلطة لعدم أهميتهم بالنسبة لها وخارج حسابتها القريبة والبعيدة أيضاً مما يدفعهم إلى اليأس من القرب للسلطة بالطرق العادية وهي ماتعرف بالذهاب للسلطة وتقديم الولاء لها لذلك قرروا أن يبتدعون خطة جديدة وهي التوغل بالمعارضة لأنها دائماً ماتكون بحاجة لعناصر جديدة ويسهل التعامل مع افرادها بعكس السلطة التي بحكم العرف لاتتعامل إلا مع المعارضة المؤثرة ، فتكون حجتهم أمام المعارضة الإصلاح ومحاربة فساد السلطة ،
ولكنهم قبل الدخول كذلك للمعارضة أحياناً هم بحاجة إلى تسويق ذاتهم للمعارضة قبل أن يسوقوها للسلطة ليقتنعوا بهم ويجعلونهم بالصفوف الأمامية كإستغلال قضايا عامة والتصدي لها أو إستغلال مؤسسات المجتمع المدني والظهور بها مظهر المعارض وتسخيرها للمعارضة وبعد أن يصلوا إلى قلب المعارضة سرعان ماتفتح لهم خزائن السلطة وقد لاتكون خزائن السلطة مجرد أموال فقد يكون منصب أو خدمات إلى آخره .
ومن السهل معرفتهم كأن يكونوا يتبنون مواقف معينة ثم فجأة ودون سابق إنذار يتنصلون منها أو تبتدئ تصريحاتهم مضادة لما كانوا يقومون به بالسابق .
وهنا ليست المشكلة في الإنتقال من موقف إلى موقف مضاد له بل هو التخطيط والدخول في موقف وتبنيه وتصدره بقصد الإنتقال للضفة الأخرى والوصول لها فلولا الدخول بالمعارضة والإدعاء بالوطنية والتعهد بتحقيق مطالب المجتمع لما رأتهم السلطة وظلوا أصفاراً على الشمال .
والأهم في كل ماسبق أما آن لنا أن نكتفي من كوننا أرضاً خصبة لكل من أراد أن يسوق ذاته للسلطة فليس كل فرد مخلص وليس كل تكتل صادق وليست كل جمعية أو نقابة صالحة للتصدر والعمل تحت رايتهم ..!!

المحامي مهند الساير

الآن - رأي : مهند الساير

تعليقات

اكتب تعليقك