عن شرمحة مجلس 'الصوت الواحد'.. يكتب محمد الرويحل

عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  خذوهم بالصوت الواحد تغلبوهم!!

محمد الرويحل

 

حين تعالت الأصوات ضد الفساد ومؤسسته وصرخت الأمة بصوت واحد مطالبة بالإصلاح ومحاسبة المفسدين جاءنا أحد ممن تعتمد عليهم الحكومة في خلق الأزمات فاقترح عليها فكرة الصوت الواحد من مبدأ «انطح الصياح بالصياح تسلم»، ولأن الصوت الواحد بمفهومه العامي يعبر عن حالة الصياح في صياح فلابد وأن نمر بهذه الحالة منذ أن صدر قانون الصوت الواحد.

يقول المثل خذوهم بالصوت تغلبوهم ولأننا لا نعتمد على قانون ودستور في تسيير أمورنا فلابد من أن نعتمد على تطبيق الأمثلة الشعبية على واقعنا الأمر الذي حدا بالحكومة أن تأتي بهذا القانون لتلهينا عن الكثير من قضايانا ونغرق في شبر الصوت الواحد الذي بدا وكأنه الهم الوحيد لغالبية الأغلبية المبطلة ..

وما أن أخذونا بالصوت الواحد ونحن نعيش في دوامة لا نستطيع الخروج منها، وبسببه تعالت أصوات البعض منا مطالبة بإلغاء قانون الصوت الواحد ومنا من بح صوته مطالبا بحكومة منتخبة وثم أصوات تريد رئيس وزراء شعبيا وهناك أصوات تقول حان وقت تغيير الدستور وعمل دستور جديد وتفرقت أصواتنا على مقصلة الصوت الواحد ..

الغريب في أزمة الصوت الواحد أن كل التيارات السياسية قاطعته واتفقت على بطلانه دستوريا بخلاف الأزمات السابقة التي كانت محل اختلاف بينهم ، ولكن ورغم اتفاقهم حول أزمة الصوت الواحد نجد بأنهم مختلفون بحيثيات هامشية لا ترقى الى مستوى العمل السياسي الوطني المناط بهم، فمنهم لا يريد لطرف ما أن يتسيد المبادرة ومنهم مازال يعيش في جلباب خلافاته التقليدية مع الآخر ومنهم من يربط القضية الدينية في هذا العمل ومنهم من يعتقد بأنه مازال هو المتسيد والمؤثر لاعتبارات اجتماعية واقتصادية ولايجوز لغيره المبادرة فضاع الصوت الواحد بين أصوات التيارات السياسية والحراك الشبابي الذي هو الآخر أقحم بدوامة لا يعرف الخروج منها ..

يعني بالعربي المشرمح أخذونا بالصوت الواحد وغلبونا بل يبدو أنهم نجحوا في تشرذمنا وتفككنا وضياع أولوياتنا وقضايانا الوطنية التي كنا نحلم بها فأصبح همنا إلغاء قانون الصوت الواحد لتتعالى أصواتنا بهذا المطلب ويكاد ينعدم صوت الأمة في آمالها وأحلامها لذا على تيارات الصوت الواحد أن تعيد أوراقها وتتمسك بالدستور والقانون وآلية تطبيقهما خصوصا وأن الدستور والقانون لو طبقا بالشكل الصحيح لكفلا لنا كل ما نريده ونتمناه فلا يغلبوكم بالصوت الواحد فيضيع جهدكم على مقصلته..

شرمحة الصوت الواحد

أحد نواب الصوت الواحد يقول بأن  لا تعيرنا اهتماما ولا تحترمنا يعني بالعربي المشرمح مو حاسبين حسابنا الأمر الذي يستوجب على من يشعر بذلك تقديم استقالته على الأقل من باب احترام ناخبيه الذين أوصلوه لهذا المكان، خصوصا وأننا نسمع بين الحين والآخر من بعضهم بأن بقاءهم مسألة وقت لا أكثر والدليل تقديم بعضهم لهذا الكم الهائل من الاستجوابات التي كانوا يعتبرونها تأزيما وتعطيلا للتنمية!!