السعيدي يكتب عن عواجيز الصحافة
زاوية الكتابعلى وزارة الإعلام مراجعة قوائم ضيوفها التي أكل الدهر عليها وشرب
كتب فبراير 13, 2013, 3:29 م 1880 مشاهدات 0
الاعلام ... وعواجيز الصحافة
ما ان تمر بالكويت مناسبة او فعالية رسمية او حدث مهم كإقامة مؤتمر او انعقاد قمة او غير ذلك مما للحكومة يد فيه ، إلا وترى المدعوين لتلك الأنشطة او المناسبات لاسيما من الصحفيين او الكتاب او الاعلاميين هم نفس الوجوه ... وجوه معتقة وصفراء وشاحبة ممن يطلق عليهم بمثقفي العرب او ( البلاوي ) التي ابلتلينا بها من أصحاب العواميد الصحفية في مطبوعاتهم التي لم تعد حسب رأيي لها دور او تأثير مهم في ظل ثورة مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية والإنترنت .
هؤلاء الصحفيون او غالبيتهم حتى لا نظلم الجميع يعتاش على مقالة يلمع بها المسؤول الفلاني او يروج بطريقة ممجوجه ومكشوفة مليئة باساليب الردح والمدح الشائن للفعالية ، دون ان يعلم هو او من قام بدعوته بان اصحاب تلك الاقلام البالية قد فقدوا مصداقيتهم بعد ان اتضحت مواقفهم وفضحتهم أساليبهم ، فبهتت صورتهم أمام قرائهم وانحسر بريقهم الذي انطفأ او يكاد .
لقد شاهدت بأم عيني وابيها في عدد من المناسبات احد الإعلاميين العرب بالكاد يسير في ممرات الفندق او يتجه الى قاعة المحاضرات او المركز الإعلامي ، كما أني لا أنسى ذلك المشهد الذي طلبت فيه إحدى الزائرات ولا أقول مثقفات كرسيا للجلوس لعدم قدرتها على الوقوف ليس بسبب إصابة او مرض لاسمح الله بل لدور السنين الذي وضع وسما على ظهرها حتى اصبحت تسير بشكل أحدب وبالطبع هي صفة يتشارك فيها غالبية الزائرين الرادحين ( شيبان ) الصحافة والإعلام !!!
بالطبع السنوات الكبيرة في العمل هي دليل خبرة وعنوان معرفة وهذا أمر محمود لا يفترض ان يوجه له النقد ، هذا رأي قد يطرحه البعض وهو امر لا نعترض عليه ، لكن ليس لدرجة ان الإنسان لا يكاد يسير او يقف بصعوبة ، إضافة الى ان المجاملة ليست بشكل دائم وفي كل مناسبة ، فالوجوه هي نفسها تقريبا او يتم التبادل فيما بينهم وكأن العرب وصحفييهم وكتابهم قد اختزلوا بهذه الشلة التي ورب الكعبة لا قيمة لها في الشارع العربي ولا يُقرأ للكثير منهم .
وزارة الاعلام وشبابها في إدارة الاعلام الخارجي عليها ان تراجع قوائم الضيوف لديها ، واني على يقين لو ان وزير الاعلام طلب أسماء الضيوف الذين حضروا وتمت دعوتهم في المناسبات التي مرت بالبلاد في السنتين الأخيرتين لوجد الأسماء هي نفسها تكرر ، ولعلي هنا لا اكشف سراً حين اقول بان الكثير منهم حصر نفسه ما بين غرفته في الفندق وردهات الاستقبال ( اللوبي ) وولائم العشاء او الغداء التي يعزم عليها ، ثم حين يغادر يكتب - ان فكر بالكتابة إكراما لضيوفه - بلسان ومشاهدات مضيفيه بعيدا عن الواقع ، وهذا هو ما جعل هؤلاء المتكسبون وعواجيز الصحافة يسقطون في نظر قرائهم لانقطاع الرابط وتصدع عرى الثقة معهم .
أما لوزير الاعلام الذي نتوسم فيه الأمل وهو الشاب الذي استطاع ان يخطو خطوات جيده في الاعلام ، اضافة الى وجود فريق عمل يقف بجانبه رائع ومتميز ومتفان ولدى غالبيتهم تجربة كبيرة في الاعلام الخارجي بحكم عمل عدد منهم مدراء مكاتب في الخارج ، فان عليه ان يبتعد عن تلك الاستراتيجية البالية والقديمة في ترويجه لبلاده عن طريق عواجيز وكتاب لم يعد لهم - أقولها صادقاً ومحباً - قيمة او تأثير او أهمية في ميزان الرأي ، لذلك يتوجب تصحيح الاوضاع وتعديل الانحرافات واتباع طرق مفيدة تعيد لبلادنا بريقها واهميتها وهي بالطبع ليست بحاجة لاولئك الكتاب الذين يمثل تواجد بعضهم فيها اساءة لنا ، فما الذي نرجوه ممن بالكاد يعرف الكمبيوتر وكيفية التعامل معه .... ومن هنا أدعو الوزير وفريقه الى الانتباه وتقدير ودعوة ملاك وكتاب وصحفيو الصحف الالكترونية والمواقع الإلكترونية لما لها من اهمية كبيرة وسريعة ومؤثرة وليس هذا مقام الحديث عن المقارنة بينها والصحف التقليدية التي اظنها لا تخفى على احد ، لذلك فان الاستدارة تجاه تلك الصحف والمواقع الإلكترونية المعروفة وطواقمها سيحقق ويفيد أضعاف المرات من أولئك العواجيز وصحفهم التي يحتضر غالبيتها .
هو مجرد اجتهاد في اشعال ضوء لمن يريد ان يرى ، وعند هنا مضطر للتوقف لأني أطلت ، غير ان رسم استراتيجية للإعلام يجب ان تكون واضحه ومتقدمة ومواكبة للتغيرات الكبيرة ولعلي املك - تواضعاً - رأياً لاسيما في هذا الجانب وبالطبع يحتمل الصواب والخطأ ، اطلعت عليه بعضا من الزملاء في الاعلام الخارجي و يمكنني اطلاع المسؤولين عليه ، وأظن او آمل ان ما أردت ان أقوله قد وصل .....
سعد السعيدي
تعليقات