'وُلد ميتاً'.. شملان العيسى متحدثاً عن ائتلاف المعارضة

زاوية الكتاب

كتب 901 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  ولد ميتاً

د. شملان يوسف العيسى

 

انتظرنا ميلاد ائتلاف المعارضة حتى ساعات متأخرة من الليل قبل كتابة المقال للتعرف على النتائج التي وصل اليها اقطاب المعارضة بخصوص الائتلاف الجديد، جريدة المعارضة «عالم اليوم» ليوم الاثنين وصفت ما دار في الاجتماعين المنفصلين اللذين عقدتهما قوى المعارضة لرسم خارطة طريق الحراك الشعبي خلال المرحلة المقبلة، واسفرت الاجتماعات عن الاستمرار في اقامة الندوات بجميع المناطق والعودة الى التجمع في ساحة الارادة. واكدت صحيفة عالم اليوم بان اجتماع الجهراء بمشاركة عدد من كتلة الاغلبية وممثلي الحركات الشبابية والقوى السياسية اضافة الى ممثلي عدد من النقابات العمالية ومؤسسات المجتمع المدني «التي لم يتم ذكر اسمائها» وذلك لبلورة الهيكل النهائي لائتلاف المعارضة.
ما يهمنا هنا ان الدعوة للعصيان المدني في جميع مؤسسات الدولة قد تم تأجيلها لمزيد من الدراسة والقياس ومدى تجارب الشارع معه، ولم تذكر الصحيفة ان السبب الرئيسي للتأجيل هو فشل حشد الشارع وعزم الحكومة اتخاذ اجراءات حازمة وقانونية ضد النقابات الحكومية والنفطية واتحاد الطلبة وجمعية اعضاء هيئة التدريس في الجامعة والتطبيقي التي يهيمن عليها الاخوان المسلمون.
تشكيل ائتلاف المعارضة في كل دول العالم ليس بالامر الجديد حيث يحصل باستمرار لضمان فوز التحالف الجديد في الانتخابات القادمة، في الدول الديموقراطية الغربية يشمل الائتلاف كل القوى السياسية التي تملك نهجاً ورؤية وبرنامج عمل سياسي موحد سواء كانت هذه القوى ذات توجه يميني يدعو الى حرية الاقتصاد والسماح للرأسمالية بالعمل بحرية أو برنامج يساري اشتراكي يدعو الى توسع دور الدولة وتقييد القطاع الخاص والعمل على تشريعات اشتراكية يساهم فيها الاحزاب الشيوعية أو الاشتراكية بدور الحزب القائد، أو يكون الائتلاف ذا نهج ليبرالي حر يسمح بحرية الاقتصاد والسياسة وحماية الافراد من تعسف الدولة.
ائتلاف المعارضة على الطريقة الكويتية يختلف عما هو موجود في كل دول المعمورة فالتحالف الجديد يضم 30 اتحادا ونقابة واحزاباً إسلامية متعددة من اخوان مسلمين وسلف وحزب امة وغيرهم من الشباب الضائع الذي لا يعرف ماذا يريد فعلا سوى معارضة الحكومة وأسرة الحكم، كما يضم الائتلاف ابناء القبائل وبعض زعمائهم الذين يحلمون بعودة القبلية للمجتمع الكويتي.
هل يملك الائتلاف الجديد رؤية مشتركة تضم كل التناقضات الحزبية «اخوان وسلف وامة وغيرهم»؟ وكيف يمكن التوفيق بين المطالب القبلية والتيار الشعبي الذي يسعى لكسب الرأي العام بادعائه بانه يمثل كل شرائح المجتمع؟ هل يملك التحالف الجديد رؤية وطنية للبلد ونهجاً وطنياً بعيداً عن الحزبية المقيتة بأسلمة القوانين او الدعوة للجهاد أو القبائل الذين يريدون حقوقاً أكثر ومطالب مشروعة بتحقيق خدمات افضل؟
هل الائتلاف الجديد ذو نهج وطني؟ ابدا.. لا يملك اصحاب هذا الائتلاف رؤية واضحة عما يريدون للكويت ان تكون مستقبلا، فالاسلاميون يريدون تطبيق الشريعة وأسلمة القوانين وابناء القبائل يريدون تحقيق مصالحهم والشباب لا يعرفون ماذا يريدون ضائعين مثل غيرهم في المجتمع، لكل هذه الاسباب لا يوجد مبرر لقيام ائتلاف ميت قبل ولادته

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك