انتقاد استخدام الطائرات بلا طيار لا يجعلها غير قانونية بقلم كريستوفر كالدويل

الاقتصاد الآن

624 مشاهدات 0



من خلال المطالبة ببديل لسياسة جورج دبليو بوش الخارجية، ساعدت كود بينك Code Pink، وهي جماعة احتجاجية تأسست عشية الحرب على العراق عام 2002، في جعل باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة. لكن سياسة أوباما الخارجية لم تكن فيما يبدو بديلاً كافيًا. ففي يوم الخميس الماضي، رددت المجموعة اسم جون برينان، مستشار الرئيس لمكافحة الإرهاب، للحظات قبل مناقشة لجنة في مجلس الشيوخ إذا ما كان ينبغي أن يصبح مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية أم لا. وتحتج 'كود بينك' بصوت عال، على اغتيال الإدارة الحالية لقادة الإرهابيين المشتبه بهم، مثلما فعلت ضد الاستجواب القسري الأخير الذي أجرته الإدارة.

واتخذت الاغتيالات المستهدفة منحى مهمًا بعد هجوم طائرة بلا طيار تسبب في مقتل أنور العولقي، الإمام وزعيم تنظيم القاعدة في اليمن في أيلول (سبتمبر) 2011. والعولقي مواطن أمريكي مولود في نيو مكسيكو. وتساءل بعض المحامين إذا ما كان قتله كما لو كان عدوًا مقاتلاً عاديًا، انتهك حقوقه الدستورية. وكان بعض منهم، كما تبين، في الإدارة. وقبل أيام من جلسة تثبيت برينان، نشرت شبكة إن بي سي مذكرة لوزارة العدل تقدم 'إطارًا قانونيًا للنظر في الظروف التي يمكن للحكومة الأمريكية خلالها أن تستخدم القوة الفتاكة في بلد أجنبي خارج منطقة القتال الفعلية، ضد أي مواطن أمريكي يكون أحد كبار قادة تنظيم القاعدة التنفيذيين، أو القوة المرتبطة به.

وكان الأمر مغريًا لاعتبار هذه الوثيقة نوعًا من البروتوكول السري، على غرار مذكرات كتبها مساعدو بوش قبل عقد من الزمن، لتبرير 'الاستجواب المعزز'. ووصفها اتحاد الحريات المدنية الأمريكية بأنها 'وثيقة مقلقة للغاية'. لكنها ليست كذلك. كانت الأسئلة التي أجابت عنها الوثيقة بسيطة. ادعت الإدارة أن من الممكن استهداف عناصر القاعدة الأمريكيين، إذا تمت الموافقة على عمليات القتل من قبل 'مسؤول رفيع المستوى مطلع'، ولم يكن إلقاء القبض عليهم ممكنًا، وكانت قوانين الحرب مطاعة. بعد ذلك، كانت المعايير تشبه كثيرًا أي عملية عسكرية أخرى.

وقد ألقى برينان محاضرة بنفسه حول جزء من مذهب المذكرة ــــ وهو فكرة أن هناك شيئًا غير إقليمي حول الحرب على الإرهاب ـــ في جامعة هارفارد في أيلول (سبتمبر) 2011، قبل وقت قصير من الهجوم الذي قتل فيه العولقي. وجادل بشأن ملاحقة الإرهابيين من بلد إلى آخر، قائلاً: 'إن الولايات المتحدة لا ترى أن تستخدم سلطتنا القوة العسكرية ضد القاعدة بحيث يقتصر استخدامها فقط في ساحات المعارك (الساخنة) مثل أفغانستان'.

ويعكس الجزء الآخر من المذهب ـــ أنت تتنازل عن بعض حقوق المواطنة عند حملك سلاحا ضد بلدك - فهما قديمة جدًا. وجاء نقاش برينان في جامعة هارفارد بعد عقد من سن قانون استخدام القوة العسكرية الذي صدر في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقد اختص هذا القانون بـ'الدول، أو المنظمات، أو الأشخاص' الذين نفذوا وحرضوا على الهجوم. وسواء أحب الناس هجمات الطائرات بلا طيار أم لا، فإن الإرهابيين المشتبه بهم هم من تستهدفهم الإدارة، وليس الناس في استراحة الغداء في توسكالوسا. وتاريخيًا، لم يشغل العولقي المنطقة الرمادية من القانون الدولي. ويمكن أن تتهم إدارة أوباما بالسذاجة، أو النفاق بادعاء أنها تشن نوعًا مختلفًا من الحرب ضد الإرهابيين عما كانت تفعله إدارة بوش. ولكن ذلك لن يجعل سياستها من دون طيار غير قانونية. ويعترض بعض المحامين العالميين المرموقين على وجهة نظر الإدارة الخاصة بعمليات القتل المستهدف. وترى ماري إيلين أوكونيل، من كلية نوتر دام للقانون، أن تعريف عبارات مثل القتال المسلح والصراع والمعركة 'راسخ تمامًا، ولا يمكن العبث بها لتناسب تفضيلات الإدارة الأمريكية أكثر من تعريف التعذيب'.

لكن هناك مدافعين، وكذلك منتقدين لمذهب برينان يريدون في الواقع شخصًا يعيد التفكير في كل أنواع التعريفات في الشؤون العسكرية والعلاقات الإنسانية عمومًا. وربما يحتاج الجيش الأمريكي الآن إلى الأخلاقيين. وتزيل حرب الطائرات من دون طيار واحدة من القيود النفسية الأكثر أهمية في الحرب، وهي خوف المعتدين من مواجهة الضرر بأنفسهم. ونمت سياسة الاستهداف بشكل أكثر دقة ليس فقط في الحرب (هجمات الطائرات من دون طيار) والدبلوماسية (العقوبات الذكية)، ولكن أيضًا في إضفاء الطابع الشخصي في الإعلان على شبكة الإنترنت.

وأفكار المواطنة هي الأخرى تتغير. فالجنسية المزدوجة جعلت من غير المرجح أن تدافع الجمهوريات عن مواطنيها بحماسة كما هو الحال عندما كانت المواطنة حصرية. فمن يدافع عن كل شيء لا يدافع عن أي شي، كما قال فريدريك الكبير.

جون برينان ليس الملك الفيلسوف، فهو مجرد مستشار عسكري. إنه يقدم المشورة لأوباما حول كيفية إدارة الحرب ضد القاعدة عمليًا وقانونيًا، ونجح حتى الآن.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك