نعيش إفرازات «عصر الرويبضة».. هكذا يعتقد تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 807 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  مصير بيوتنا 'الزجاجية'!

د. تركي العازمي

 

عيش كريم وخصخصة عادلة، أمن وتطبيق للقانون، حرية مسؤولة ومحاسبة فعالة، قيادة أخلاقية ونسف للمنظومة الإدارية المتهالكة قياديا، مستوى خدمات طيبة ورسوم منطقية لا تطبق على محدودي الدخل... هذه أحلام البسطاء بشكل موجز!
فلا الحراك السياسي مستمرا ولا التجاهل حلا... ودورات الأيام علمتنا الدروس والعبر ومن لم يفهم حتى هذه اللحظة فعليه تفقد «بيته الزجاجي» قبل أن يرمينا بالحجارة!
نعم فالشاهد أن معظم بيوتنا «الزجاجية» بحاجة لإعادة تقييم فكريا وسلوكيا على المستويين السياسي والإجتماعي، فمن لا يحمل فكرا قياديا أخلاقيا لا يمكنه إيصال التابعين له إلى بر الأمان ولن تتحقق على أثره أحلام البسطاء!
نريد أن نحمي بيوتنا من ضرب الزجاج.. نريد أن نقوي العلاقة بيننا وبين جميع أطراف وفئات المجتمع، فنحن من يصنع بإرادة وعزيمة بيوتا غير الزجاجية التي نعيش فيها لا سيما وأن الأوضاع قد تجاوزت في سوئها كل المعايير المقبولة وتقرير منظمة حقوق الإنسان الأخير وتقرير الشفافية يبين بعض جوانب الخلل الذي نعاني منه!
قد نختلف ونستمر في الاختلاف، لكن من المؤكد إننا سنصل إلى نقطة حاسمة مصيرية تجبر الجميع بمن فيهم المعارضة على مراجعة حال البلد ويبدأ التنازل من مجموعة ومجموعة أخرى وبالتالي تعاد الحسابات السياسية ليستطيع أصحاب القرار الخروج من الأزمة.. ونعني هنا بأصحاب القرار من صنعوا بيوتهم بأدوات دستورية اجتماعية أخلاقية نزيهة لا يتأثرون بالحجارة لسلامة قواعدها وجدرانها المتينة وقد يكون هؤلاء بعيدين عن الأضواء لكن خروجهم في الوقت المناسب أمر ملزم!
بدأنا بأحلام البسطاء وعرجنا إلى البيوت الزجاجية كي يتوقف من يقذفنا بالحجارة وهو قابع في بيت زجاجي قابل للكسر «بسهالة»... فالآمال لا تحقق إلا بفهم أحلام البسطاء التي لا يستوعبها البعض وقلة من أصحاب «البيوت الفولاذية المتينة» هم من يفهمونها جيدا وننتظر منهم الخروج لنا بالحلول المناسبة في الأيام القادمة!
الشاهد إننا نعيش إفرازات «عصر الرويبضة»، فمنذ متى ونحن «نصيح» من قيادة غير أخلاقية ومنذ متى ونحن ننصب من هم دون المستوى في مواقع هدفها رفعة شأن المنظومة الإدارية... وإنها وربي العظيم لمحنة نمر بها والايام القادمة كفيلة بكشف معظم فصولها إلى أن يهبنا الله البطانة الصالحة التي تعيننا على الخروج ومغادرة بيوتنا الزجاجية إلى بيوت تحمي أطفالنا والأجيال القادمة!
قد يرى البعض في هذا المقال « شخبطة» وقد يلاحظ البعض فيه الأهداف التي نريد بثها لأحبتنا من الجانبين المعارض والموالي، وذلك الجانب الذي نريده أن يخرج في الوقت المناسب ليطرح رؤيته من منظور عقلاني يمكننا من الخروج من الأزمة التي تعددت مشاهداتها وكثر عدد الأطراف المتسببين في وقوعها دون رادع ناهيك عن ضحاياها.... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك